responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 124

عاين لأذهلهم ذلك عن البكاء عليه أما و اللّه ان له اليهم لعودة ثم عودة حتى لا يبقى منهم أحد. ثم قام فيهم فقال أوصيكم بتقوى اللّه عباد اللّه الذي ضرب لكم الأمثال و وقت الآجال و جعل لكم اسماعا تعي ما عناها و أفئدة تفهم ما دهاها ان اللّه لم يخلقكم عبثا و لم يضرب عنكم الذكر صفحا بل اكرمكم بالنعم السوابغ و الآلاء السوايغ فاتقوا اللّه عباد اللّه و حثوا في الطلب و بادروا بالعمل قبل الندم قبل هادم اللذات و مفرق الجماعات فان الدنيا لا يدوم نعيمها و لا يؤمن فجائعها غرور حائل و سناد مائل و نعيم زائل و جيد عاطل فاتعظوا عباد اللّه بالعبر و ازدجروا بالنذر فكأن قد علقتكم مخاليب المنية و احاطت بكم البلية و دهمتكم مقطعات الأمور بنفخ الصور و بعثرة القبور و سياق الحشر و الموقف للحساب في النشور و برز الخلائق للمبدئ المعيد و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد و نوقش على القليل و الكثير و الفتيل و النقير و اشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب‌ [1]فارتجت لذلك اليوم البلاد و خشع العباد و نادى المنادي من مكان قريب و حشرت الوحوش و زوجت النفوس و برزت الجحيم قد تأجج جحيمها و غلا حميمها فاتقوا اللّه عباد اللّه بقية من وجل و حذر و ابصر و ازدجر فاحتث طلبا و نجا هربا و قدم للمعاد و استظهر من الزاد و كفى باللّه منتقما و بالكتاب خصيما و بالجنة ثوابا و نعيما، و في رواية و كفى بالجنة ثوابا و بالنار وبالا و عقابا و استغفر اللّه لي و لكم.

قلت: وقعت الينا الفاظ من هذا الكتاب حذفنا اسنادها طلبا للاختصار الذي هو فصل الخطاب.

فمنها قوله (ع): الدنيا و الاخرى دار مقر فخذوا من ممركم لمقركم و لا تهتكوا استاركم عند من يعلم أسراركم و اخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل ان تخرج منها أبدانكم ففيها اختبرتم و لغيرها خلقتم ان الجنازة اذا حملت قال الناس ما ترك و قالت الملائكة ما قدم فقدموا بعضا يكن لكم و لا تؤخروا كلا يكن عليكم.

و قال (ع): اذا رأيتم اللّه تعالى يتابع نعمه عليكم و أنتم تعصوه فاحذروه.

و قال (ع) من كفارة الذنوب العظام اغاثة الملهوف و التنفس عن المكروب.


[1] و في نسخة: (و جي‌ء بالنبيين و الشهداء و قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون).

نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست