responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تخريج الدلالات السمعية نویسنده : الخزاعي، علي بن محمد    جلد : 1  صفحه : 38

ما مات، و لكنّه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران. فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، و و اللّه ليرجعنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كما رجع موسى فلتقطعن‌ [1] أيدي رجال و أرجلهم زعموا أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مات.

و روى محمد بن إسماعيل البخاري (رحمه اللّه) في «صحيحه» (6: 17) عن أبي سلمة أن عائشة زوج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أخبرته قالت: أقبل أبو بكر على فرسه من مسكنه بالسّنح‌ [2]، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلّم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمّم النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو مسجّى ببرد حبرة [3]، فكشف عن وجهه، ثم أكبّ عليه فقبّله ثم بكى، فقال‌ [4]: بأبي أنت يا نبيّ اللّه، لا يجمع اللّه عليك موتتين أبدا، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متّها.

قال أبو سلمة (السيرة 2: 655): فأخبرني‌ [5] ابن عباس: أن أبا بكر خرج و عمر يكلم الناس فقال: اجلس يا عمر، فأبى عمر أن يجلس، فتشهد أبو بكر، فمال إليه الناس و تركوا عمر، فقال: أما بعد من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، و من كان يعبد اللّه فإن اللّه حيّ لا يموت، قال اللّه تعالى: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‌ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‌ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‌ (آل عمران: 144) قال: و اللّه لكأنّ الناس لم يكونوا يعلمون أن اللّه أنزلها حتى تلاها أبو بكر، فتلقّاها منه الناس فما يسمع بشر إلا و هو يتلوها.

قال ابن إسحاق (2: 656): و لما قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) انحاز


[1] السيرة: فليقطعنّ.

[2] السّنح: في طرف من أطراف المدينة، كان بها منزل أبي بكر الصديق حين تزوج مليكة و قيل حبيبة بنت خارجة الأنصارية.

[3] البخاري: و هو مغشى بثوب حبرة.

[4] البخاري: و بكى ثم قال.

[5] قارن أيضا بالبخاري 6: 17.

نام کتاب : تخريج الدلالات السمعية نویسنده : الخزاعي، علي بن محمد    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست