نام کتاب : تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً و حديثاً نویسنده : الخياري، أحمد ياسين جلد : 1 صفحه : 260
في الماء، و عرضها ثمانية أذرع [1] . و ماؤها غزير جدا. ثم خرجت و نقضت حجارتها، و انطمست و لم يبق منها شيء. ثم جددت و رفع بناؤها عن الأرض نحو نصف قامة، و نزحت فكثر ماؤها و عاد كما كان، ثم أهملت حقبة من الزمن حتى اعتنت بها الحكومة العثمانية، فأعادت قفّها، و طوتها بالحجارة الضخمة المحكمة الصنع، و نزحتها فعادت كما كانت سابقا، و كان هذا في أول هذا القرن الهجري. ثم إن هذه البقعة من الأرض قد تفضل الله عليها باتخاذها مقرا رسميا للوحدة الزراعية و لإدارتها العامة، و ذلك في العهد السعودي السعيد الميمون، فأصبحت فيها مبان عظيمة للموظفين و دوائر رسمية، و حظائر مركزة فنية للدواجن و الحيوانات و الطيور. و قد اعتنت الحكومة السعودية بالبئر فنزحتها، و ضربت فيها الآلات الإرتوازية فزاد ماؤها، و كثر خيرها. كما حفرت بئرا ثالثة في شمال غربي بئر رومة، و أنشأت فيها مساكن للعمال، و زرعت كلها زراعة فنية عظيمة، فأصبحت مزرعة فنية نموذجية. و كم من مرة رأيت فيها المزارعين يقصدونها لشراء الشتلات، و أخذ الأشجار، و تلقي التعليمات لمزارعهم، و طلب النجدة لمقاومة آفات مزارعهم الكثيرة المترامية في أطراف المدينة المنوّرة. فكانت الوحدة برجالها المهندسين العلماء و الفنيين الفضلاء تلبي هذه الطلبات بصدور رحبة، و قلوب فرحة بخدمة هذه البلدة الطاهرة و مزارعها، و توجيههم التوجيه الحسن القائم على العلم الصحيح و التجارب الحقة، فجزى الله حكومتنا و رجالها العاملين عن المدينة و أهلها و مزارعيها خير الجزاء [2] .
[1] توسع السمهودي في ذكر أخبار بئر رومة، وفاء الوفاء 3/967-971.
[2] هي الآن محاطة بسياج في المشتل العام التابع لوزارة الزراعة.
نام کتاب : تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً و حديثاً نویسنده : الخياري، أحمد ياسين جلد : 1 صفحه : 260