لا يمحك الهتن الملث فقد محا # صبري دثورك مذ محتك الأدمع [1]
و الكتيبة العليا كتب فيها سورة الفجر، إلاّ أنّها أصغر حجما من الوسطى، كما تبتدئ كتابة السورة من الجانب الغربي و تنتهي به، و كتبت بحروف بيضاء بخط الثلث، تطوّق القبّة من داخل الحرم مع التزيينات الواقعة حول الكتيبة هذه. و قد ختمت باسم كاتبها"مهر علي"، في سنة 1156 هـ، و هذا التاريخ موافق لتذهيب القبّة المنوّرة التي هي من آثار نادر شاه الأفشاري.
ستائر الروضة المطهّرة
كانت هناك ستائر حريرية تؤزّر بها جدران الروضة و الأروقة و الإيوان الذهبي أيّام الإحتفالات و مجيء الملوك و السلاطين للزيارة، حتى إذا كسيت جدران الحضرة بالصخر الإيطالي الجميل لم يخرجوا تلك الستائر الحريرية، و اودعت في الخزانة التي في الرّواق الغربي. و قد أدركنا هذه الستائر يوم كانت توضع عند مجيء ملوك العراق كفيصل الأول و من تبعه. و يظهر أنّ تعليق هذه الستائر الحريرية في جدران الروضة المطهّرة هو تقليد قديم، فقد ورد ذكرها في وصف الرحالة ابن بطوطة الروضة سنة 726 هـ، بقوله: و للقبّة باب آخر عليه ستور الحرير الملوّن يفضي إلى المسجد مفروش بالبسط الحسان مستورة حيطانه و سقفه بستور الحرير، و له أربعة أبواب عتابها فضّة و عليها ستور الحرير. [2]
كما ورد ذكر هذه الستائر أيضا في زيارة المؤرّخ البغدادي محمد رشيد بن داود السعدي للمرقد المطهّر عام 1285 هـ: و للقبّة أبواب أخر كلّ باب منها عليه ستور من الحرير الملوّن، و المسجد مستورة سقفه و حيطانه بستور الحرير. [3]
[1] الهتن: جمع هتون، و هو المطر الضعيف. و الملث: الدائم. و الدثور: الدروس، و يقال: دثر الرسم و تداثر.