لا يعرف على وجه التحديد تاريخ وضع أوّل شبّاك على القبر الشريف، و الذي يظهر أنّه سابق لعام 1073 هـ، و هو عام قصّة العجوز التي شفيت ببركة المرقد المطهّر، و قد ذكرها العلاّمة المجلسي في بحاره، و نظمها العالم الأديب المعاصر لتلك الواقعة الشيخ يوسف الحصري بمنظمومة طويلة أوردناها في أحداث السنة المذكورة، قال فيها:
فابتدرت تستلم الشبّاكا # و كلّ من شاهدها تباكى
حتى إذا ما خفّت الزوّار # و رام أن ينصرف النظّار
أراد أن يغلّق الأبوابا # فلاحظ الحرمة و الآدابا
فجاء للنساء ممّن معها # مخاطبا بقوله مسمعها
هذا مقام خصّ بالإملاك # بالليل فاجلسن ورا الشبّاك [1]
أقول: و التاريخ الذي ذكرناه هو سابق لما ذهبت إليه الدكتورة سعاد ماهر من أنّ الأسلوب الفنّي و الزخر في لأوّل شبّاك يؤكّد أنّه يرجع إلى العصر الصفوي في القرن الثاني عشر الهجري. [2]
و تمّ تجديد الشبّاك من قبل السلطان محمد شاه القاجاري [3] ، بشبّاك فضّي صنع في إيران سنة 1211 هـ، و ارسل إلى النجف الأشرف مع العالم الجليل الأقا محمد علي بن الأقا محمد باقر الهزار جريبي المتوفى سنة 1262 ه [4] ، و المدفون في إيوان العلماء في الصحن الشريف.
و في سنة 1262 هـ جدّد الشبّاك الفضّي على قبره عليه السّلام للمرة الثالثة، و كان المتبرّع