أمّا الكتيبة الأولى السفلى المطوّقة للقبّة فقد كتب عليها سورة الدهر تبتدئ كتابتها من دعامة العقد الغربي اليمنى على بلاطات القاشاني بحروف بيضاء و أرضيّة زرقاء، و كان المتبرّع بنفقات تجديد هذه الكتيبات رجل الخير ميرزا أحمد عبد الكهيان الخراساني بسعي الحاج سيد أحمد مصطفوي. و قد كتب على جانب الدعامة اليسرى للعقد الجنوبي بالبلاط القاشاني بحروف صغيرة اسم المتبرّع بالنفقات و الساعي و كاتب الحروف، و هذا نص ما كتب عليها:
"توفيق جناب ميرزا احمد عبد الكهيان خراسانى گرديده، كتابت حرم مطهر را براى سعادت دنيا و ذخيره آخرت خود تجديد نمودند، باهتمام حاج سيد احمد مصطفوى، سنة 1370 هـ".
و الكتيبة الوسطى تقع فوق المثلثات المذكورة، أسفل عنق القبّة المنيفة مطوّقة لها، تحت أبواب التهوية الاثني عشر، و قد كتب فيها سورة النبأ على بلاطات القاشاني النفيس، بخط ثلث كبير الحجم بحروف بيضاء و أرضيّة زرقاء، تبتدئ كتابة السورة من الجانب الغربي كما ينتهي به، و قد زيّنت الكتيبة من فوقها و تحتها بحقول صفراء مستطيلة، رسم في كلّ حقل شطر بيت من القصيدة العينيّة لابن أبي الحديد المعتزلي في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام، مطلعها:
يا رسم لا رسمتك ريح زعزع # و سرت بليل في عراصك خروع [1]
لم ألف صدري من فوادي بلقعا # إلاّ و أنت من الأحبّة بلقع [2]
جارى الغمام مدامعي بك فانثنت # جون السحائب فهي حسرى ظلّع [3]
[1] الرسم: الأثر. و رسمتك: أي درستك. و الزعزع: الريح الشديدة التي تزعزع الأشياء، أي تحرّكها. و البليل: الريح الباردة النديّة. و الخروع: كلّ نبت ضعيف ينثني.
[2] البلقع: الخالي، و يقال: اليمين الفاجرة تذر الديار بلاقع.
[3] الجون: الأسود أو الأبيض، و هو من الأضداد. و الظلّع: جمع ظالع، و هو الغامز في مشيه.