محطّ آمالهم قبر الوصيّ إذا # باءت أماني ذوي الحاجات بالفشل
فلست تنظر ممّن حلّ بقعتها # إلاّ إلى ذاكر للّه مبتهل
و لابن جعفر موسى حاجة بسوى # تاريخ أبواب هذا البيت لم تنل
للّه كعبة قدس بالغريّ سعت # لها الملوك على الهامات و المقل
سعيا تحفّزها الآمال طامحة # و أخيب الناس من يسعى بلا أمل
قامت على بابها تدعو مؤرّخة # (لذنا بباب أمير المؤمنين علي)
و كتب على باب الروضة الثاني الجنوبي مع التاريخ، قصيدته النونيّة، مطلعها قوله:
أيّها الراجون للّه رضى # يوم لا ينفع مال و بنونا
دونكم قبر ابن عمّ المصطفى # قالع الباب أمير المؤمنينا
إنّها الجنّة و الدار التي # وعد اللّه العباد المتّقينا
تجد الأملاك مصطفّين من # حولها صفّا شمالا و يمينا
يتلقّون على أبوابها # بالتحيات وفود الزائرينا
فاخلعوا النعل بواد دونه # شرفا وادي طوى أو طور سينا
عنده اللّه تجلّى نوره # لذوي الأبصار فازدادوا يقينا
و رأوا من جلوات الحق ما # عشيت عنه عيون المبطلينا
و سقاهم ربّهم من خمرة الـ # قدس كأسا لذّة للشاربينا
ثمّة الحق فخذ في وصفه # و تعالى اللّه عمّا يصفونا
بل نفوس خلعت أبدانها # و قلوب ركّبت فيها عيونا
إنّها الغبطة و البشرى التي # لمستها طبقات العارفينا
و رجال عجنت طينتهم # بولا آل الرسول الأكرمينا
بذلوا للّه زلفى فيهم # كلّما كان رخيصا و ثمينا
سمعت فيهم رجال ما أتى # من رسول اللّه في الإسلام دينا