و استخدمت فيهما أحدث الفنون التي توصّلت إليها أيدي الصاغة، كلّ ذلك بمسعى و جهود فضيلة الحجّة الجليل السيّد محمد كلانتر النجفي. و كتب على إطار كلّ من البابين الشعر الفارسي مع التاريخ. و قد زيّن كلّ من البابين بكتابة الآيات القرآنية و الأحاديث النبويّة بالميناء، و كتب أيضا على أطراف مصراعي البابين قصيدتان عربيّتان للمغفور له الحجّة السيّد موسى بحر العلوم، فممّا كتب على مصراعي الباب الشمالي للحرم مستديرا قصيدة لاميّة، قوله:
أوتيت سؤلك فاستأنف من العمل # يامن أتى زائرا قبر الإمام علي
نهضت للحق تستهدي مراشده # و الحق أوضح من نار على جبل
هذا الوصيّ و لا يخفى له أثر # و كيف يخفى و سرّ اللّه فيه جلي
كذكره قبره لا ينمحي أبدا # كأنّه سرمديّ في البقا أزلي
تكسو من الذهب الأبريز قبّته # يد الولا حلّة من أجمل الحلل
صفراء يفعل بالألباب منظرها # فعل المدام بلبّ الشارب الثمل
شمس من النجف الأعلى تشعّ سنى # يضيق عنه نطاق الأعين النجل
إن قلت شمس الضحى قالوا أعد نظرا # الشمس ذات زوال و هي لم تزل
تقدّست قبّة ضمّت قرارتها # خير الوصيّين تالي سيّد الرسل
حظيرة القدس و الأملاك تسكنها # أجل فثمّ نعيم دائم الأكل
يسودها الصمت لم يسمع بحضرتها # من الجلال سوى انشودة القبل
انشودة لم يوقع لحن نغمتها # إلاّ شفاه ذوي شوق بلا ملل
تهوي القلوب عليها غير أنّ لها # من الزحام يد الوفّاد لم تصل
تحمّلوا السفر المضني لبلغتها # على رواحل لم تشكوا من الكلل
كأنّ و عثاءه من فرط وجدهم # روح و علقمه أحلى من العسل
ميمّمين مقاما لا تكفّهم # عنه عوامل فقر أو أذى علل