تعتبر قناة سليمان بن أعين المتوفى سنة 250 هـ أوّل ماء اجري في أرض النجف بعد بزوغ الإسلام في ربوع العراق، و سليمان أخو زرارة بن أعين المحدّث الثقة الجليل.
قال أبو غالب الزراري في رسالته في آل أعين عند ذكر مخلّفات سليمان المذكورة ما نصّه: و خلّف ضيعة في بساتين الكوفة المعروفة بالحراسة، و قرية في الفلوجة تعرف بقرية منير أيضا واسعة، و جميعها في النجف ممّا يلي الحيرة، لا أعرف أي قرية هي، و كان قد استخرج لها عينا يجريها إليها في قناة يحملها من حد قبّة تعرف بقبّة الشنيق [1] .
قال: و قد رأيت أنا أثر القناة و أدركت شيخا كان قد قام له عليها.
و كان سبب استخراجه العين أنّ بعض أهل زوجته من خراسان ورد حاجّا فاشتهى أن يرى الحيرة، فخرج معه إليها، و كان قبّة الشنيق أحد الأشياء التي يقصدها الناس للنزهة، و كانت ممّا يلي النجف، و قبّة عضين ممّا يلي الكوفة و هي باقية إلى هذا الوقت، و لا أعرف خبر قبّة الشنيق هل هي باقية أم لا. فلمّا جلسوا للطعام، قال الخراساني: ها هنا ماء إن استنبط ظهر.
ثمّ ساروا فرأوا النجف و علوّه عن الأرض التي أسفله، فقال: يوشك أن يسيح ذلك الماء على هذه الأرض. فابتاع سليمان تلك الأرض و جمع منها ما أمكن، ثمّ عمل على استنباط العين، فأنفق عليها مالا، فظهر له من الماء ما ساقه في القناة إلى تلك الأرض، و كان له حديث حدّثت به فذهب عنّي في أمر العين، إلاّ أنّ الذي رزق من
[1] في القاموس: "السنيق"كتبيط، بالسين المهملة، بيت مجصّص، جمعه: سنيقات. و أكمة معلومة ذكرها امرؤ القيس في شعره، فقال:
وسن كسنيق سناء و سنما # ذهرت بمدلاج الهجين نهوض
و يؤكّد كونها بالسين المهملة قول الثرواني يصف ديرا و نهرا قريبا من النجف، قوله:
دير الحريق فبيعة المزعوق # بين الغدير فقبّة السنيق
أشهى إليّ من الصراة و دورها # عند الصباح و من رحى البطريق