responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 281

في عهد الدولة العثمانية في العراق، و قد سمّي"نهر الغازي"بعد إحيائه ثانيا باسم الملك غازي عاهل العراق، و كذلك"نهر البديرية"في ناحية الحيرة فإنّه سمّي اليوم "الفيصلي"نسبة إلى الملك فيصل الأول، و على عهد هذه القاعدة المطّردة في التاريخ القديم و الحديث ينبغي أن يكون قد تبدّل اسم السدير للنعمان على عهد فاتح هذه الديار سعد بن أبي وقّاص، فسمي بكري سعد، لأنّ الأرض كما ترى واحدة، و النهر واحد لا غير، و التاريخ يعيد نفسه في كلّ الأمور و الأحوال.

كما ترى في هذه الرقعة من الأرض آثارا متّصلة بعضها ببعض، يسمّى طرف منها آثار الحيرة و الطرف الآخر يسمّى آثار الكوفة، و هي مدينة واحدة تتطوّر أسماؤها بحسب مقتضيات الظروف و الحوادث من شتّى وجوه التسمية.

و على كلّ فقد تبيّن لنا من التتبّعات المقترنة باستقراءاتنا الفنيّة بالمسح الطبوغرافي الحديث الذي بيّن لنا و ضيفة ارتفاعات و انخفاضات الأراضي في هذه الديار، بأنّ هذا النهر هو المصدر الوحيد لإرواء هذه المدن العربية القديمة على ظهر كوفان، من طريق طفّ كربلاء، و كان يجري ماؤه كلّما تمركز نفوذ العرب على هذا السنام المرتفع بين أراضي الفرات الأوسط، سواء كان ذلك في زمن حكومات بابل و المناذرة أو غيرهما في الحيرة قبل الإسلام أو في الكوفة بعد الإسلام، و لا ريب في أنّ منبعه أنبار الحبّانية في لواء الدليم.

نعم إنّ آثاره كانت تدلّنا على أنّه يجري ماؤه كلّما ارتفع مستوى الماء في أعالي الفرات سواء كان بواسطة الخزن في الأنبار المار ذكره، أو بالسدود الفنيّة، و كان يدوم مجراه كلما استتبّ الأمن و السلام في هذه الديار، كما و ينقطع مجراه كلّما فسد نظام الري في المنبع و انخفض مستوى الماء في أعالي الفرات بسبب تخريب السدود و النواظم التي تخلّفها الحروب و الحوادث التاريخية كحروب جنكيز و تيمور و أمثالهما، أو كلّما قلّ النفوذ الذي يحافظ بطبيعته على تلك السدود. [1]


[1] مجلّة الإعتدال: الجزء 6، السنة 2، ص 249.

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست