responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 280

قال الخبير: لقد تتبّعنا هذا الأثر مبتدئين من نهر السدير المار ذكره سائرين على ضفّته فلم يختلف خط طريقنا بل أخذنا نشقّ آثار نهر السدير أوّلا بالقرب من بقايا الحيرة القديمة في مسافة لا تزيد على الستة كيلومترات حتى وصلنا بدء آثار الكوفة و إذا بنا نشقّ آثار كري سعد الذي يخترق مدينة الكوفة، و لم نشاهد أيّ اختلاف أثناء الفحص الذي قمنا به بين آثاره البارزة، فكان هذا النهر نهرا واحدا يبتدئ من مصبّه بعد أن يخترق آثار الحيرة و الكوفة و يمتدّ على ظهر كوفان بخطّ مستقيم حتى يصل أكناف طفّ كربلاء بمسافة قدرها 95 كيلومترا تقريبا. و كانت العلائم و الإمارات تدلّ على أنّ هذا النهر له اتّصال بأراضي"الدليم"غربي كربلاء و يوافق أكناف أراضي الطفوف الغربية من الجهات الشمالية حتى طفّ كربلاء و طفّ الغري (بحر النجف) و طفّ الحيرة، و أنّ الفروع المنبعثة منه كالجداول و الأقنية الأرضيّة القديمة المنصبّة منه على جهات مدينة النجف و طف الحيرة و المشخاب و المحاجير و غيرها المتفرعة بالقرب من جامع سهيل (مسجد السهلة) في الكوفة و من بين جامع الكوفة القديم و قصر الخورنق تدلّ دلالة واضحة بأنّ هذا النهر كان جدولا رئيسيّا للري على ظهر كوفان للجهات الجنوبية و الشرقية من أراضي الطفوف على عهد الحكومات العربية قبل الإسلام، حيث وجدنا بين آثار مدينة الحيرة القديمة (كنيدرة) قنوات تحت الأرض تخترق آثار مباني المدينة القديمة و تصبّ في منخفضات طفّ الحيرة بين النجف و أبو صخير، و هو الذي كان يحملنا على الإعتقاد القوي بأنّ"نهر السدير" و"كري سعد"واحد، و إنّما وجد هذا الإختلاف في التسمية، و كان سببه اختلاف الحكومات العربية و تعاقبها على هذه المنطقة في غابر العصور.

و يمكننا التدليل على صحة هذا الظن بما هو مشاهد في العصر الحاضر، حيث نرى اليوم أسماء الترع و الأنهر بل و أغلب المشاريع تتبدّل أسماؤها باعتبار الحكومات المتعاقبة من وقت لآخر، كنهر النجف الحالي الذي كان يسمّى بالنسبة إلى السلطان عبد الحميد

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست