قال الحموي في وصف ديارات الأساقف: هذه الديارات بالنجف ظاهر الكوفة، و هو أوّل الحيرة، و هي قباب و قصور بحضرتها نهر يعرف بالغدير، عن يمينه قصر أبي الخصيب [1] و عن شماله السدير. [2] و فيه يقول الثرواني:
دير الحريق فبيعة المزعوق # بين الغدير فقبّة السنيق [3]
3-نهر السدير
في"معجم البلدان": "السدير"نهر بالحيرة، قال عدي بن زيد:
سرّه ماله و كثرة ما يمـ # لك و البحر معرض و السدير
و عن العمراني: "السدير"موضع معروف بالحيرة، و السدير نهر. [4]
قال أحد الخبراء المتتبّعين المعاصرين: لقد اشتهر في تاريخ الحيرة نهران لازالا يتردّدان على لسان العام و الخاص و هما: "نهر السدير"الذي عرف باسم النعمان بين بقايا آثار الحيرة، و"كري سعد"بين آثار الكوفة. أمّا آثار نهر السدير فهي ظاهرة بالقرب من خورنق النعمان المطلّ على طفّ الحيرة جنوبا، و يقع غربي الخورنق المذكور بمسافة قدرها 300 متر تقريبا و مصبّه طفّ الحيرة.
و أمّا الآثار التي تنسب لكري سعد فهي تخترق آثار مباني الكوفة الحادثة على عهد الإسلام، و الذي ظهر لنا ممّا كنّا نسمع و نرى بأنّهما نهران متباينان يستقل أحدهما عن الآخر.
إلاّ أنّ تتبعاتنا قد أثبتت لنا بأنهما شيء واحد، و أنّ هذين النهرين هما نهر واحد يعرف في الحيرة المندرسة باسم"السدير"للنعمان و في كوفة الجند الإسلامية باسم"كري سعد".