responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 278

و نقل النويري عن المسعودي، أنّه قال: و قد كان الأكثر من ماء الفرات ينتهي إلى بلاد الحيرة، ثمّ يتجاوزها و يصبّ في البحر الفارسي، و كان البحر يوم ذاك في الموضع المعروف بالنجف في هذا الوقت، و كانت مراكب الهند و الصين ترد على ملوك الحيرة فيه. قال: و الموضع الذي كان يجري فيه بيّن إلى زمن وضع هذا الكتاب يعني"مروج الذهب"سنة 335 هـ و يعرف بالعقيق (العقيق) و عليه كانت وقعة القادسية. [1]

و يسمى نهر الحيرة بالكافر، و قيل: هو اسم قنطرته. [2] و هو ما يظهر من أبيات للمتلمس الشاعر، قالهما لمّا رأى كتاب ملك الحيرة عمرو بن هند إلى عامله بالبحرين يأمره فيه بقتل المتلمس-في قصّة ذكرناها في نوادر النجف في آخر الكتاب-قال المتلمس:

قذفت بها بالثني من جنب كافر # كذلك أقنو [3] كلّ قطّ مضلّل‌

رضيت لها بالماء لمّا رأيتها # يجول بها التيّار كلّ جدول‌ [4]

و لعلّ هذا النهر هو الذي عناه أحد شعراء الكوفة، بقوله:

و بالنجف الجاري إذا زرت أهله # مها مهملات ما عليهن سائس‌

خرجن بحبّ اللهو في غير ريبة # عفائف باغي اللهو منهن آيس‌

يردن إذا ما الشمس لم يخش حرّها # ظلال بساتين جناهن يابس‌

إذا الحرّ آذاهن لذن بغينة # كما لاذ بالظل الظباء الكوانس‌ [5]

لهنّ إذا استعرضتهن عشيّة # على ضفّة (النهر المليح) مجالس‌

يفوح عليك المسك منها و إن تقف # تحدّث و ليست بينهن و ساوس‌

و لكن نقيّات من اللؤم و الخنا # إذا ابتزّ عن أبشارهن الملابس‌ [6]


[1] نهاية الإرب في فنون الأدب: 1/256.

[2] معجم البلدان: 4/431.

[3] أقنو: أجزي.

[4] الأغاني: 24/232.

[5] الغينة: الأشجار الملتفّة بلا ماء، فإذا كانت بماء فهي غيضة. (لسان العرب: باب"غين")

[6] معجم البلدان: 5/272.

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست