بلاد بها الرحمان أودع تربة # لحيدرة للمؤمنين أمير
لها شرف عال على كلّ بقعة # فليس لها إلاّ الحجاز نظير
بلاد بها صحبي و رهطي و منزلي # إليها ركاب الزائرين تسير
فما قطّ يحلو لي سواها و إن حلت # و لو زخرفت فيها لديّ قصور
أهيل الغري قلبي به النار دائما # و بحر دموع لا يزال يمور
أهيل الغري عيناي لا تألف الكرى # فليس لها طعم الرقاد يزور
أهيل الغري ليلي طويل لبعدكم # و ليلي لديكم بالغريّ قصير
أهيل الغري إنّي أقول مضمّنا # فلم يبق لي إلاّ اللسان نصير
(أسرب القطا هل من يعير جناحه # لعلّي إلى من قد هويت أطير)
فطار إلى نحو الغري و لم أطر # لأنّ جناحي بالفراق كسير
أهيل الغري لا تقطعوا حبل وصلكم # لأنّي إليه يا كرام فقير
أهيل الغري ذا الدهر يوعد باللقا # و تحدث من بعد الأمور أمور
فلا تنقضوا أهل الغري عهودكم # و إنّي على حفظ العهود صبور
عسى تجمع الأيام شملي بقربكم # فإنّ إلهي راحم و قدير
عليكم سلام اللّه منّي مسلسلا # و إن شئتموه يا كرام يدور
و للميرزا حسين بن علي الشولستاني نزيل النجف في أواسط القرن الثاني عشر الهجري، قصيدة أرسلها من الهند إلى بعض أصدقائه يتأسف فيها على فراق النجف، قوله:
يا ليتني كنت لم أخرج من النجف # و لا أبدل ذاك الدرّ بالصدف
و لا أطيع هوى نفسي و شهوتها # و لا أبيع جنان الخلد بالجيف
ما كنت أرغب في هند و بهجتها # فكيف صرت بحب الهند ذا شغف
حرمت تلك المغاني الغر قد كلفت # نفسي بهذا الذي أدهى من الكلف
إلى أن يقول: