بنفسي أبا المهدي و الماجد الذي # سرى جوده كالشمس بين القبائل
إلى أن يقول:
يمينا بربّ الجود صالح و الذي # إذا قال لم يترك مقالا لقائل
و بالندب إبراهيم و المصقع الذي # ترى عنده سحبان شهبا لباقل
بأنّ لنا خالا أضاع حقوقنا # و أكثر أفديه مقال العواذل
فيا أحمدا رفقا بمهجة مغرم # يرى أكبر الأشياء بعض التواصل
يمينا بودّ صادق أنّ حبّكم # بجسمي جرى مجرى دمي في مفاصلي
و ذكروا أنّ في عام 1252 هـ مرض الشيخ طالب البلاغي فزاره إخوانه و تلامذته و عارفوا فضله، و صار مجلسه ندوة علمية أدبية إلاّ خاله الشيخ أحمد البلاغي فلم يزره، فنظم له هذه الأبيات و بعثها إليه معاتبا إيّاه على انقطاعه عنه و عدم رؤياه له، منها قوله:
يا محييا ميت النوال لوفده # و مميت حي العسر أيسر رفده
خوّلت رقّك نعمة لم يستطع # شكرا لها لو جدّ غاية جدّه
لو كان ما بك من أذى في قلبه # ما كان إلاّ كالرحيق و برده
لم يجفك الخال الذي سنّ الوفا # و سما على هام السماك بمجده
نزلت به الجلّى فأقذت جفنه # و بقلبه شبّت لواعج وجده
اللّه يعلم أنّه دون الورى # أصفاك عمر الدهر خالص ودّه
عجبا على ما أنت فيه من الوفا # تعزي الجفاء لذي الوفاء بعهده
و لمّا اطّلع على هذه الأبيات السيّد صالح القزويني البغدادي، و كان صديقا للخال و ابن أخته أجابه بهذه القصيدة أجابه بقصيدة طويلة معتذرا بها عن الشيخ أحمد و بعثها إلى الشيخ أحمد، منها:
ما راقه زهر الربيع و ورده # كلاّ و لا استنشقت نفحة ورده
قسما بصبح جبينه و جماله # و بليل طرّته و عنبر جعده
و بقوس حاجبه و نبل جفونه # و حسام عينيه و ذابل قدّه