إنّ ابن يحيى العاملي أخا النهى # خان العهود و لم يكن من دأبه
إلى آخر الأبيات
و لمّا استبطأ في اليوم الثالث الجواب نظم المقطوعة الثالثة يتظلّم منهما و يشركهما في العتاب، منها:
سعد بلّغ جيرتي منّي السلاما # و اشتياقا و ولوعا و هياما
قل لهم يا سعد هل من زورة # تشفي من مضنى الحشى يوما أواما
و ابلغا صالح إنّي عبده # و غرامي فيه قد كان لزاما
يا أبا المهدي يا حلف الندى # و ربيب المجد مذ كان غلاما
رام إدراكك في الجود كرا # م و لعمري أنت أتعبت الكراما
كنت تأتيني و تشفي علّتي # فعلام الهجر مولاي علاما
و أنشأ المقطوعة الرابعة و بعثها إليه في ذلك اليوم على إثر ما تقدّم، ورد فيها:
اللّه يعلم و النبي محمد # و الطهر حيدرة و باقي ولده
إنّي لصالح قد محضت مودّتي # فلذا أنا عبد له و لعبده
أفدي أبا المهدي و المولى الذي # بعد الوصال أذاقني من بعده
و كذاك أشكو من جفا (الخال) الذي # منح الجفاء بجدّه و بجهده
قد كان يؤنسني برؤية وجهه # لمّا أذاق الصب لاعج وجده
ثمّ ابلغا عنّي التحية ماجدا # كلّ الأماجد أكسبت من مجده
نجل ابن يحيى العاملي أخو الوفا # مولى وفى للمستهام بوعده
و قد بعث إليه المقطوعة الخامسة بعد ما تقدّم بفاصل قليل، منها قوله:
عجبت لمن قد أجمعوا أنّ حاتما # كريم البرايا ماله من مماثل
و لو نظروا سبط النبي محمد # لقالوا بأنّا لم نقل غير باطل
فما حاتم قد كان يشبه صالحا # و لا كان يحكي منه بعض الشمائل