الشيخ جواد بن الشيخ محمد بن شبيب البطائحي الشبيبي المتوفى سنة 1363 هـ، و هو عالم جليل، و أديب فذ، و شاعر خالد، عرف بشعره الوطني الذي يستنكر فيه على المستعمر أساليبه و مراوغاته بالوعود التي منى بها العرب بلهجة حفّت بالتركّز و التفكير، و يخاطب بقايا المستعمر من الخونة و باعة الضمير و المفرّقين للصفوف و الذين نافقوا المستعمر و الوطن في آن واحد، و قد شبّههم بالمناقير، تلك التي كانت أعظم بلاء من خطر الأجنبي. و في العهد الوطني تقرأ في شعره تاريخا سياسيا خطيرا كأنّه يفرغ عن قلب كلّ مواطن تحسّس الأرهاق و التعسّف، و يعلم كلّ طاغية عنود سوء العاقبة و مغبّة المصير. و من شعره قصيدة بعنوان"يا موطن العرب الكرام"، مطلعها:
عمّ السؤال فلات حين سؤال # أو ما كفتك قرائن الأحوال
و السيّد سعد بن محمد صالح آل جريو، المتوفى سنة 1368 هـ، و هو سياسي محنّك، و شاعر مطبوع جمع بين الرقّة و الصلابة التي تتجسّم في مواقفه الوطنية و حبّه لشعبه، و له بهذا الصدد قصائد كثيرة، منها ما قاله عند ما خرج إلى بعض قرى الفرات أيام الحكم العثماني، و رأى بؤس الريفي و ما انتابه من تأخّر، فهاجت به الآلام و كتب قصيدة، منها:
وقفت بطامس آثارها # فهاج الجوى نوح أطيارها
ربوع قد اغبرّ منها الأديم # حدادا على فقد أقمارها
و له من قصيدة قالها في الكويت عقيب ثورة 1920 م بعد ما فتك المستعمر بالبلاد، منها قوله:
سئمت العيش في وطن # يضام يذلّ يضطهد
محته يد القضاء فراح # لا روح و لا جسد
و العلاّمة الشيخ عبد الحسين بن القاسم بن صالح الحلّي المتوفى سنة 1377 هـ، له قصائد في الوطن و استنهاض العرب، منها قصيدة بعنوان"الشرق العربي"، مطلعها:
يا شرق ما بك لو علمت يراد # أتجيبني أم لا يجيب جماد