responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 237

و الشراب و ما يصلحها و ان الملك لما طال عليه الأمر قال: قول سحره كذابين.

ارجعوا الى بلدكم، فرجعوا و ولد ابراهيم فكان في كل يوم يمر كأنه جمعه، و الجمعه كالشهر، و الشهر كالسنة من سرعه شبابه، و نسى الملك ذلك، و كبر ابراهيم و لا يرى ان أحدا من الخلق غيره و غير ابيه و أمه، فقال ابو ابراهيم لأصحابه: ان لي ابنا قد خبأته، ا فتخافون عليه الملك ان انا جئت به؟ قالوا:

لا، فات به فانطلق فاخرجه، فلما خرج الغلام من السرب نظر الى الدواب و البهائم و الخلق، فجعل يسال أباه: ما هذا؟ فيخبره عن البعير انه بعير، و عن البقره انها بقره، و عن الفرس انه فرس، و عن الشاه انها شاه، فقال:

ما لهؤلاء الخلق بد من ان يكون لهم رب، و كان خروجه حين خرج من السرب بعد غروب الشمس، فرفع راسه الى السماء فإذا هو بالكوكب و هو المشترى، فقال: «هذا رَبِّي»، فلم يلبث ان غاب، فقال‌ «لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ‌»، اى لا أحب ربا يغيب قال ابن عباس: و خرج في آخر الشهر، فلذلك لم ير القمر قبل الكواكب، فلما كان آخر الليل راى القمر بازغا قد طلع، فقال:

«هذا رَبِّي، فَلَمَّا أَفَلَ» يقول: غاب، «قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ»، فلما اصبح و راى الشمس بازغه، قالَ: «هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ»، فلما غابت قال الله له: اسلم، قال: قد أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ‌ ثم اتى قومه فدعاهم فقال: «يا قَوْمِ إِنِّي بَرِي‌ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً» يقول مخلصا: فجعل يدعو قومه و ينذرهم.

و كان أبوه يصنع الأصنام فيعطيها ولده فيبيعونها، و كان يعطيه فينادى:

من يشترى ما يضره و لا ينفعه؟ فيرجع اخوته و قد باعوا أصنامهم، و يرجع ابراهيم باصنامه كما هي، ثم دعا أباه فقال: «يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ وَ لا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً» قال: «أَ راغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَ اهْجُرْنِي مَلِيًّا» قال: ابدا ثم قال له أبوه:

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست