و هؤلاء بالتصرّفات في * * * عالمنا أولى و أحرى يا وفيّ
و في ولاهما على بكر بدت * * * بالغة رشيدة خلف ثبت
فبعضهم أثبته استقلالا * * * و البعض تشريكا، و بعض قالا:
في دائم، و بعضهم: فيما انقطع * * * بعض بقول مطلق منه منع
لكن إذا ما عضل البكر الوليّ * * * يسقط بالإجماع و الحكم جليّ
اقتباس من الحديث الشريف المذكور في الغرر و الدرر و غيره [1]، سئل علي (عليه السلام) عن العالم العلوي، فقال (عليه السلام): «صور عارية عن الموادّ، خالية عن القوّة و الاستعداد، تجلّى لها فأشرقت، و طالعها فتلألأت، ألقى في هويّتها مثاله، و أظهر عنها أفعاله».
(و هؤلاء) أي العقول و النفوس (بالتصرّفات في عالمنا أولى و أحرى، يا وفيّ)، و الوليّ هو الأولى بالتصرّف في أمر المولّى عليه.
نبراس
(و في ولاهما) أي ولاية الأب و الجدّ (على بكر- بدت بالغة رشيدة- خلف) أي خلاف (ثبت) بين الفقهاء، (فبعضهم أثبته) أي الولاء (استقلالا) أي بلا شركة من رضاها، (و البعض) أي بعض الفقهاء أثبته (تشريكا، و بعض قالا) بولايتهما عليها (في) عقد (دائم، و بعضهم فيما) أي في عقد (انقطع)، و (بعض بقول مطلق منه)- أي من ولاهما عليها- (منع).
هذا كلّه إذا لم يكن هنا عضل، و هو أن لا يزوّجها الوليّ بالكفو مع وجوده و رغبتها، (لكن إذا ما عضل البكر)- مفعول- (الوليّ)- فاعل- (يسقط) الولاء (بالإجماع و الحكم جليّ).
[1] غرر الحكم: 1/ 417، الفصل الرابع و الأربعون، الكلمة 75. المناقب: 2/ 49، فصل في المسابقة بالعلم. عنه البحار: 40/ 165. و جاء فيهما «عالية عن القوة و الاستعداد».