ذي صور عن المواد عارية * * * من نقص الاستعداد طرّا خالية
سرّ
(الأنفس الكليّة الأصول آباؤنا) و (أجدادنا العقول)* * * و هذه التأويلات لا تحاشي عنها، فإنّ شيئيّة الإنسان الحقيقيّة و تماميّته و فعليّته إنّما هي بالروح الأمريّ، فأنت إن كنت روحا فالنفس الكلّية أبوك، و العقل الكلّي جدّك، فنعم الحسب المنيع و حبّذا الجدّ الرفيع، و إن كنت ممّن نَسُوا اللّٰهَ فَأَنْسٰاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [59/ 19] فصرت عين هذا البدن الترابي، مؤرّخا بتأريخه، متمكّنا بمكانه، ذا جهة [1] بجهاته، واقعا في أسفل سافلين، أصله من عالم الخلق- لا من عالم الأمر- كان والده الإنسان البشري الترابي، و قوته و غايته و طعامه و شرابه و صحّته و مرضه و ما شاكلها معلومة، كما أنّ الإنسان الملكوتي- و هو الروح الأمري و السرّ السبحاني- كماله و مكمّلاته معلومة أيضا عند أهله* * * (أو عبّرن) عن العقول و الأنفس (بالمجرّدات من)- بيانيّة- (المضافات) فإنّ النفوس مجرّدات متعلّقة مضافة إلى عالم الصورة، (و) من [2](مرسلات) أي مجرّدات مطلقة هي العقول الكليّة المفارقة.
(ذي) أي المرسلات (صور)، المراد بالصورة ما به الشيء بالفعل، أي فعليّات (عن المواد عارية) و (من نقص الاستعداد)- الإضافة بيانيّة- (طرّا خالية).