responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أرجوزة في الفقه نویسنده : السبزواري، الملا هادي    جلد : 1  صفحه : 361

أ لم يحل بين أمرء و نفسه * * * فكن له مراقبا لا تنسه

و واضح أن لن يجيز كلّ حيّ * * * تخلّل الأجانب في ذات شيء

بل لم يحل في ذاتكم صفاتكم * * * و ذاته قد ذوّتت ذواتكم

و نسب الأكوان للفواعل * * * أحقّ منهنّ إلى القوابل

له هذا القرب؟ أو أيّ محرم له هذه المحرميّة؟ و إليه أشرنا بقولنا (أ لم يحل بين امرء و نفسه، فكن له مراقبا لا تنسه، و واضح أن لن يجيز كلّ حيّ) عاقل في بداهة عقله (تخلل الأجانب في ذات شيء).

(بل لم يحل في ذاتكم صفاتكم، و) الحال أنّه (ذاته قد ذوّتت ذواتكم).

ثمّ أكّدنا بيان العرب بقاعدة محقّقة في العلوم الحقيقيّة، هي أنّ نسبة الشيء إلى فاعله بالوجوب و الوجدان، و إلى قابله بالإمكان و الفقدان، إذ شأن القابل ليس إلّا التصحّح، فوجودك مضاف إليه تعالى أوّلا و حقيقة، و إلى ماهيّتك ثانيا و مجازا، و أنت لست سوى القابل، أعني ماهيّتك السرابيّة الحاملة لإمكانك الذاتيّ، أو مادّتك و جسمك المأخوذ بشرط لا، الحامل للإمكان الاستعداديّ، كما قال علي (عليه السلام) [1] «ما لابن آدم و الفخر، أوّله نطفة مذرة، و آخره جيفة قذرة».

فماهيّتك السرابيّة و مادّتك الجسميّة [2] ليس لهما إلّا القبول و التهيّؤ، و له الحمد و له الملك، و إليه يرجع عواقب الثناء، كما في الدعاء، و السراب يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مٰاءً حَتّٰى إِذٰا جٰاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَ وَجَدَ اللّٰهَ عِنْدَهُ [24/ 39]، فقلنا (و نسب الأكوان للفواعل أحقّ منهنّ إلى القوابل، إذ تلك) أي نسب الأكوان


[1] مع فرق يسير في نهج البلاغة: الحكمة رقم 454. غرر الحكم: الفصل التاسع و السبعون.

و يقرب منه أيضا قوله (عليه السلام): «عجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة، و يكون غدا جيفة.» (نهج البلاغة: الحكمة رقم 454).

[2] م: السجينية.

نام کتاب : أرجوزة في الفقه نویسنده : السبزواري، الملا هادي    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست