و من نكاحهنّ دوما يحرم * * * صهرا، رضاعا، نسبا: محارم
و الذكر و لو صبيح الصورة * * * كذا النساء للمثل إلّا العورة
أقرب من أقرب من أقاربك * * * ربّك بل أقرب من نفسك بك
و من) من النساء (نكاحهنّ دوما)- أي دواما متعلّق بقولنا- (يحرم) على الرجل (صهرا) أي من حيث القرابة السببيّة أو (رضاعا) أو (نسبا: محارم) فهذا تعريف المحارم.
(و الذكر)- عطف على الإماء- (و لو) كان (صبيح الصورة كذا النساء للمثل) أي أبيح أن ينظرن كلّ إلى مثلها (إلّا العورة) أي لا يجوز عليهنّ النظر إلى عورة مثلهنّ.
سرّ
(أقرب من أقرب من أقاربك ربّك، بل) ربّك (أقرب من نفسك بك)، أي إنّ الأنيس [1] الحقيقي و القريب التحقيقي لك إنّما هو ربّك.
و بيّنا ذلك اقتباسا من الدعاء المباركة [2]: «يا من يحول بين المرء و قلبه»، بأنّ قلب المرء نفسه الناطقة، و هي صورته النوعية و مبدء فصله، و قد حقّق أن شيئيّة الشيء بصورته، و تذوّت النوع الطبيعيّ بفصله، و هو مقوّم أصيل للنوع، و علّة لتحصيل الجنس، و معلوم بالبديهة أنّه لا يجوز تخلّل الأجنبيّ في ذات الشيء، بل الصفات الّتي هي غير الذات لا تتخلّل في الذات، لأنّ مرتبة الصفات بعد مرتبة الذات، و أمّا ذاته تعالى- تقدّست أسماؤه- فهو مذوّت الذوات و مشيّء الأشياء، و هو الشيء بحقيقة الشيئيّة، فليت شعري أيّ قريب