و خير صوم لتصير مظهرا * * * لصمد لا يطعم، ربّ الورى
و إنّما الإنسان جاء أربعة * * * بالطبع و النفس و عقل ذي سعة
المرتاضون منهم- عنها إلّا عن قدر سدّ الخلّة، كيف و ذلك الطعام (عجّن من ماء بكا من صرخا)، أي استغاث من الجوع (بنار حسرة الفؤاد)[1] من الفقراء (طبخا)- بالبناء للمفعول.
(فليكتف العبد) منه (بقدر اللازم، و أحسن الكفاف كفّ الصائم)، فإن أحسن الرياضات ما يطابق الشرع.
(و خير صوم) أن يمسك عن الأشياء المخصوصة (لتصير) أي أن تقصد أن تصير (مظهر الصمد لا يطعم) هو (ربّ الورى)، و يقال: «الصمد»- كما مرّ [2]- من الصمت، أي المصمت المعنوي، إذ لا حالة منتظرة له، بل كلّ ما يمكن له بالإمكان العامّ فهو واجب في حقّه، و كلّ قضيّة تنعقد في حقّه فهي قضيّة ضروريّة أزليّة، فوصف اللّه تعالى بالصمد في مقابل وصف الممكن بالأجوف، إذ فيه بحسب كلّ فعليّة في الأوّل قوّة و استعداد، ففيه ثغور و نقر معنويّة بحسب الفعليّات المترقّبة منه.
(و[3]إنّما الإنسان جاء أربعة) أقسام (بالطبع) و يقال له الإنسان الملكي و القشري، أي بحسب هذا و ما بعده ينقسم، (و النفس) و يقال له الإنسان الملكوتي (و عقل ذي سعة) و يقال له الإنسان الجبروتي، (في الدهر) و هو وعاء