فكيف بمعناه يكون مادة لها، فعليه يمكن دعوى اعتبار المرة و التكرار فى مادتها كما لا يخفى.
ان قلت: فما معنى ما اشتهر من كون المصدر أصلا فى الكلام قلت: مع انه محل الخلاف معناه ان الذى وضع أولا بالوضع الشخصى ثم بملاحظته وضع نوعيا أو شخصيا
اللابشرطية فلذا يحمل و من البديهي مباينة لا بشرط مع بشرط لا (فكيف) المصدر (بمعناه) المباين (يكون مادة لها) أي للمشتقات أو لصيغة افعل (فعليه) أي بناء على تغاير المصدر و مادة افعل (يمكن دعوى اعتبار المرة و التكرار في مادتها) و ان كان المصدر لا مرة و لا تكرار له (كما لا يخفى) لكن الانصاف ظهور التلازم بينهما ان لم يكن اتحاد، و قد ذكرنا في بعض المباحث وجود الاتحاد فراجع.
(ان قلت): اذا لم يكن المصدر مادة للمشتقات (فما معنى ما اشتهر) في ألسنة غير الكوفيين (من كون المصدر أصلا في الكلام) فان معنى كونه أصلا كونه مبدءا و مادة لسائر المشتقات.
(قلت: مع أنه محل الخلاف) اذ الكوفيون بنوا على كون الفعل أصلا، و استدلوا لذلك بعمل الفعل في المصدر نحو «قعدت قعودا» اذ العامل قبل المعمول فالشهرة مع عدم حجيتها ليست حاصلة في المقام (معناه ان الذي وضع أولا بالوضع الشخصي) مادة و هيئة (ثم بملاحظته) أي بملاحظة ذلك الموضوع أولا (وضع نوعيا أو شخصيا) كلمة أو بمعنى الواو. قال ابن مالك:
و ربما عاقبت الواو اذا* * * لم يلف ذو النطق للبس منفذا [1]