responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الارض و التربة الحسينية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 18

معرضون، غافلون عما فيها من عظيم القدرة و باهر الصنعة و دلائل العظمة و القوة، هذا التراب الذي قد نعدّه من أحقر الأشياء و أهونها، و الذي هو في رأي العين شي‌ء واحد و عنصر فرد، كم يحتوي على عناصر لا تحصى و خواص لا تتناهى، تنثر فيه حب القمح مثلا فيعطيك أضعافا من نوعه، و تنثر فيه الفول و العدس و أمثالهما من القطانيات المختلفة في الطعوم و الخواص فتعيدها إليك مضاعفة مترادفة، و تغرس في نفس ذلك التراب نواة النخل و بذرة الكرم و أقلام التين و التفاح و أمثالها من الفواكه فتثمر تلك الثمار الشهية المختلفة الأذواق المتغايرة الخواص.

التراب يخرج لك البطيخ بأنواعه: أصفره و أحمرة و أبيضه بتلك الروائح الطبيعية العطرة و كلّه حلو منعش، و يخرج لك الحنظل و كلّه مر مهلك، كل هذا و الشكل متشابه و الخضرة متماثلة و الماء واحد و التربة واحدة، كما في القرآن‌ يُسْقى‌ََ بِمََاءٍ وََاحِدٍ و الماء ماء، و لما يستوي الشجر، التراب واحد و المستقي واحد و الثمرات و النتائج مختلفة، فمن أين جاء هذا الاختلاف العظيم؟أ ليست كلها عناصر في الأرض يأخذ كل واحد من تلك البذور ما يلائمه من تلك العناصر الكامنة في التراب المكونة لتلك الثمرة و الأنواع المختلفة لا يختلط واحد بالآخر و لا يشتبه نوع بنوع؟كل ذلك على نظام متسق، و وزن متفق، و عيار معين، كل فاكهة في فصلها و موسمها، فربيعية لا تدرك في الخريف،

نام کتاب : الارض و التربة الحسينية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست