و خريفية لا تنضج في الصيف، و صيفية لا توجد في الشتاء. و أعظم من هذا أثرا و عبرا ما تخرجه الأرض من المعادن. انظر إلى هذه المعادن الثمينة و الأحجار الكريمة من الذهب و الفضة و الياقوت و الفيروزج و نظائرها، هل هي إلا من التراب و من ثمرات الأرض؟بل ذكر لي بعض المولعين بالصنعة القديمة «علم الكيمياء»ان الإكسير الأعظم الذي يتطلبه أهل هذا الفن و به يحولون الفلزات من واحد لآخر حتى ينتهي إلى الذهب هو أيضا من التراب، و لقد أبدع العارف الرباني الشيخ محمود الشبستري في رسالته المنظومة الموسوعة (كلشن راز) حيث يقول فيها:
شعاع آفتاب از جرم أفلاك # نگردد منعكس جز بر سر خاك
تو بودى عكس معبود ملائك # از آن گشتهء تو مسجود ملائك
و ملخص ترجمته: ان الشمس و هي في الفلك الرابع (على الهيئة القديمة) لا ينعكس شعاعها إلا على التراب، و لو لا التراب لما كان لأشعة الشمس فائدة و أثر. ثم يقول: انعكست فيك صفات معبود الملائك أيها الإنسان، لهذا صرت محل سجود الملائكة. نعم نعود إلى الأرض فنقول: و الأرض هي أم المواليد الثلاثة: الجماد، و النبات، و الحيوان، و تحوطها العناية بالروافد الثلاثة: الماء، و الهواء، و الشمس، فهي الحياة و هي الممات و فيها الداء و منها الدواء، و قد تحصى نجوم السماء أما نجوم الأرض فلا تحصى. ـ