responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 65

الناس، حتى إنه يروى عنه أنه كان له ستار، يحجبه عن أتباعه حتى لا يتمكنوا من رؤيته. و لم يكن الناس يرون وجهه إلا عند ذهابه إلى الخليفة. و قد أراد المسعودي، الذي دأب على رواية مثل هذه الأمور، أن يربط تصرف هذا الإمام باختفاء الإمام الثاني عشر: لقد فعل الإمام الحادي عشر ذلك ليتعود الشيعة على اختفائهم و عدم رؤيتهم‌ [16] .

و قد أصبحت عزلة الأئمة الأخيرين بالنسبة إلينا سببا في غموض تواريخ محياهم و مماتهم، حتى إننا نعتمد في معظم الأحوال على الافتراضات المحضة، و ما بقي من تاريخ الأئمة إنما هو بشكل رئيس حكايات عجيبة، ينبغي أخذها بحذر شديد.

لقد تركت سياسة الأئمة المشؤومة، و عدم قيام أية ثورة ضد الخلفاء، و مواقف الأئمة المسالمة، في نفوس الشيعة، خصوصا كبار السن منهم-تركت السؤال الملتهب عن نهاية الانتظار و إحقاق الحق، الذي لن يتخلى عنه الأئمة-تركته لا يعرف الجواب. و لم يتوقف الشيعة عن سؤال الإمام عن موعد التحرير، و عند ما تكون هناك أثناء ذلك إشارة إلى المستقبل البعيد، يتساءلون عن الشخص الذي سيأخذ الحق و العظمة الموعودة، على أنهم يعزّون دائما بخليفة الإمام حتى تطمئن قلوبهم:

الوقت و الشخص بيد الله، و هما رهن إشارته، كان هذا دائما هو الجواب على الأسئلة الكثيرة، التي كان الشيعة ينهالون بها على أئمتهم. و قد رويت الأجوبة في كتب الأخبار المأثورة [17] . تتابع الأئمة بعدها الواحد بعد الآخر، و لما جاء زمن الإمام الحادي عشر، و حدثت أزمة كبيرة في صفوف الشيعة بسبب موت الإمام الأخير سنة 260 هـ و عقبه: هل ترك الإمام الحادي عشر ولدا؟و ما هو مستقبل الشيعة من الآن فصاعدا؟ و تساءل الناس، إذا كان الإمام قد ترك ولدا، فلما ذا لم نر هذا الولد و أين


[16] المسعودي، إثبات الوصية، ص 256.

[17] تعليقات على منهج المقال، ص 9.

نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست