responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 64

لم تترك الثورات العديدة، التي قام بها أعضاء هذه الأسرة، للخلفاء أن ينعموا بالراحة أبدا، حتى إنهم لجؤوا إلى جميع الوسائل لحماية أنفسهم منهم. و يروى أن بعض أعضاء الأسرة قد قبلوا الرشوة و ارتضوا الخيانة [13] . ثم إن الأسرة كلها بدأت تخضع شيئا فشيئا لمراقبة الحكومة بحكم تشعب جهاز المخابرات و تنوعه لدى الخلفاء. و قد ظهر أشخاص من بغداد، كانوا يحملون معهم أموالا و رسائل مزيفة من الشيعة، و اتصلوا بأعضاء من هذه الأسرة و حاولوا أن يقدموا لهم الأموال ليدفعوهم إلى تحرير جواب خطي. لكن هؤلاء الخونة الغواة لم يجدوا منفذا إلى جعفر الصادق، لأنه كان يعرف خططهم المدبرة، فتخلى عن السياسة تماما و تفرغ للعلم‌ [14] .

كانت السياسة المعادية لأسرة علي تتوقف على شخصية الخليفة، فإذا كان يتعاطف مع آل البيت، كانت لهم أوقات تكون فيها أمورهم على أحسن ما يرام. و لكن الخليفة، ليكون على ثقة من أمرهم، نقل مقامهم الرئيس من المدينة إلى بغداد، حيث تم إخضاعهم لرقابة صارمة. و كان على الأئمة الأخيرين أن ينتقلوا إلى مقامهم الجديد سامراء و أن يعيشوا فيها و كأنهم في سجن. كانت قد فرضت عليهم مراقبة شديدة، و كان الخلفاء يأمرون، بناء على نصائح يتقدم إليهم بها أصحاب الطموح و أعداء أسرة علي، بتفتيش بيت الإمام عدة مرات، و لكن ذلك كان بالنسبة إليهم بدون جدوى‌ [15] .

لقد أدت مثل هذه الأوضاع إلى انعزال الأئمة خوفا من أن تكون لهم علاقة مع الناس. و هكذا كان الإمام العاشر، الذي كانت حاشيته لا تزال بعد صغيرة جدا، و ابنه الإمام الحادي عشر، يتجنب كل اختلاط بعامة


[13] الكشي، ص 170-171؛ منهج المقال، ص 362.

[14] مروج الذهب، ج 2، ص 166؛ ضحى الإسلام، 261.

[15] المنتظم، ص 163.

نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست