responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 171

واحدة، عند ما يأتي شخص إلى الإمام للمناظرة. و عندئذ كان الإمام يرسله إلى واحد من نوابه، أما في الخارج و بعيدا عن الإمام فكان على العالم أن يكون قادرا على الدفاع في جميع الميادين.

ليست الإمامة وحدها، و إنما كانت هناك أيضا مسائل أخرى تشغل الألباب، و تخالج النفوس، خصوصا مسألة التوحيد، و الاختيار، و التشبيه و صفات الله. و هذه الأسئلة المجردة الصعبة تتصل بعلم التوحيد مثلما تتصل بالفلسفة، و لم يكونا في ذلك الحين منفصلين، و إنما كان ينظر إليهما على أنهما معا «العقيدة» . لم يكن في وسع العلماء أن يسافروا إلى الإمام كلما أخذ الجدل اتجاها آخر، فكان على كل واحد منهم أن يحاول تلقائيا قدر استطاعته التغلب على هذه المصاعب بشكل مستقل دون مساعدة زملائه، لأن عزة نفوسهم لم تكن بها حاجة إلى البحث عن النصيحة عند أولئك الزملاء.

لم تكن هناك في مثل هذا المشاكل حلول مقنعة بطبيعة الحال، فقد كان لكل واحد منهم رأيه الخاص، و دامت هذه الحالة من البلبلة حتى الغيبة الصغرى. كان كل واحد منهم يتهم الآخر و يلعنه، فواحد يؤمن بالاختيار، و الآخر يؤمن بالجبر. لكن الإمام أوضح لهم مرة أن هذه الاختلافات في الرأي ليست جوهرية، فالمسألة الرئيسة هي أنهم كلهم يؤمنون بالإمام و يتوجهون إليه بالسؤال‌ [14] . و هكذا فإن الشيعة كانوا أحرارا في أفكارهم جميعها، على أنه لا يحق لآرائهم هذه أن تكون مناهضة للإمامة، التي تعد المقوم المكمل للمذهب الشيعي.

الواقع أننا نجد الحديث، الذي يمكن الاعتماد عليه فيما يتصل برأي الشيعة في طبيعة الإرادة الإنسانية و جوهر الله، في كتاب الكافي و كتب الحديث الأخرى. و لكن أحاديث الشيعة اختلفت كما اختلفت أحاديث غير الشيعة، و كان ذلك حدث بشكل مفاجئ بحيث كثيرا ما تكون كذلك


[14] الكافي، ص 210 و 239.

نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست