نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد جلد : 1 صفحه : 170
بالتجارة يبحثون عن الاستفادة من أحاديث الإمام الصحيحة و غير الصحيحة، و إنه لمن الممكن إلى حد ما تفسير كثرة الأحاديث على أساس ما كان لدى هذه العناصر من رغبة في الربح [6] . فكان العلماء يقومون بكثير من الغيرة و الطموح على حراسة هذه الأحاديث، التي كانوا يحصلون عليها، ليظهروا لجميع الناس مكانتهم عند الإمام [7] . و نتج عن هذه الغيرة الشخصية أن الرجل نفسه كان كثيرا ما يشيع أقوالا من المدح و الذم منسوبة إلى الأئمة، فتسبب هذا التمزق في وضع أحاديث كثيرة حتى إن الطوائف الصغيرة نالت من ذلك الشيء الوفير [8] . و لما كانت هذه الأحاديث لا تنقل إلا عن طريق الرواية الشفوية و كان التزوير سهلا ميسورا، فقد لعنت أهل السنة بخيرهم و شرهم [9] . لذلك كان الإمام يريد أن تأخذ الأحاديث عن شخصه بحذر و لعن كل من يشيعون الكذب عنه [10] . و أمر علماءه ألا يبعدوا عند المجادلات عن أمرهم و عن علمهم، و ألا يرضوا غرورهم حتى لا يساء استعمال اسم الشيعة [11] .
كان الإمام الصادق، الذي عاش في زمنه معظم العلماء، قد طلب من كل واحد منهم أن يتخصص في ميدان معين، فأوكل علم الفقه إلى زرارة بن أعين [12] ، و علم الكلام إلى مؤمن الطاق، و مسألة الاختيار إلى الطيار، و مسألة التوحيد إلى هشام بن سالم الجواليقي، و مسألة الإمامة إلى هشام بن الحكم [13] . و لم يكن لهذا التقسيم معنى طبعا إلا في حالة