responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 172

مع الاختيار و ضده‌ [15] . على أن هذا الاتجاه قد ظل فيما يبدو قائما حتى زمن الإمام الثاني عشر: ليس الاختيار و لا هو الجبر، و إنما هو منزلة بين المنزلتين. كان هذا رأي الأئمة، خصوصا جعفر الصادق فيما يتصل بهذه المسألة [16] . على أن آراء الشيعة مختلفة هنا أيضا، و لا يمكن العثور على خط موحد. و دام هذا الجدل حتى ما بعد زمن جعفر الصادق، فقال بعضهم بالاختيار و بعضهم الآخر بالجبر [17] . و الواقع أن الشيعة لم يختلفوا في هذه المسألة فقط، و إنما اختلفوا أيضا في كثير من المشاكل الفقهية و الكلامية. كان الانقسام سمة علم التوحيد الشيعي في ذلك الحين و استمر حتى الغيبة الصغرى، التي اقتضت الظروف فيها إيجاد أساس مشترك من العقائد.

كما لم نجد بعد موت النبي مباشرة اتجاها سائدا في علم التوحيد، فإننا لم نجد كذلك في عصر الأئمة حتى بداية الغيبة الكبرى صورة من الوضوح العقائدي. فصحابة النبي و العلماء المسلمون الأوائل في أيام النبي و بعده بقليل لم يتفقوا على كل مسائل التوحيد: كان لكل واحد منهم رأيه الخاص، و إن هم اتفقوا على أساس الإسلام، و كان الشيعة في الوضع نفسه. فلا يكاد يكون من الممكن كتابة علم توحيد شيعي، لأن الأمر لا يتعلق بنظام متطور بشكل منطقي، و إنما كان يتعلق بأنظمة العلماء المختلفين في الرأي. و كتاب التراجم وحدهم هم الذين كانوا يظهرون آراء العلماء، و لكننا لا نستطيع أن نوضح أنظمتهم على أساس عصرهم أو نستنبطه منه. فدراسة العلماء و مذاهبهم على انفراد هي التي سمحت لنا بمعرفة الوضع العلمي في ذلك الحين. و لكن ميزة عصرهم لا توضح لنا،


[15] عن اختلافات الشيعة في مثل هذه لمسائل ينظر الشافي، ص 76، 210، 239 و في عدد كبير من الفقر.

[16] الكافي، ص 76، و 55، و الشهرستاني، ص 125، ثم مجمع البحرين، ص 372.

[17] الكافي، ص 76.

نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست