و ورد أن محبة الزهراء (عليها السلام) تنفع المؤمن يوم القيامة في عشرة مواطن، و قد ادّخر اللّه شفاعتها لجميع المذنبين المنتمين إلى ولائها و محبيها، فتأخذ الزهراء (عليها السلام) بيد محبيها و هم على شفا حفرة من النار و تنقذهم مما هم فيه.
11. لا يستطيع أحد- لعظمة منزلتها عند اللّه- أن يدرك كنه معرفتها إلا الرسول و الأئمة المعصومون (عليها السلام)، و قد ورد أن معرفتها تساوي إدراك ليلة القدر، و أن على معرفتها دارت القرون الاولى، و أن النبوة لا تتم لأحد من الأنبياء إلا بعد إقراره بفضلها و منزلتها.
12. إن لأمها خديجة بنت خويلد مقاما عاليا و منزلة فذة عند اللّه سبحانه و تعالى، و هي لا تقاس بزوجات النبي الأخرى أبدا لأنّ لها كالزهراء خصائص و سمات متميزة، منها أن مالها أدى دورا كبيرا لنشر و تبليغ الإسلام، و كان الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) يحترمها احتراما خاصا بحيث لم يتزوّج عليها في حياتها. و من سماتها أن الباري اصطفاها لتكون وعاء لحمل الزهراء (عليها السلام) و بعث إليها سلامه و تحياته. و أنزل عليها حينما أرادت إنجاب الزهراء (عليها السلام) الحور العين و نساء من الجنة فتكلمت معهن، و ورد أن لها يوم القيامة موقفا مشرفا و أنها من الأوائل الذين بهم يبدأ حساب يوم القيامة.
13. إن أبنائها يعتبرون أبناء لرسول اللّه و ذرية له، و نجد اليوم ذرية الرسول بعد ألف و أربعمائة سنة قد ملئوا العالم بأسره و لهم تواجد في شرق الأرض و غربها.
و لم تكن هذه البركة في ذرية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إلا لتدخّل العناية الربانية في هذا الأمر دحضا لمقولة الذين وصفوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بالأبتر، فأنزل اللّه عليه قوله تعالى: «إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ، إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ».
و لذرية الزهراء و السلالة الطاهرة و الكريمة من أبنائها أيضا خصائص و سمات في الدنيا و الآخرة، و قد أفردنا لها فصلا خاصا سوف يأتي ذكره فيما بعد.
14. نزول آيات قرآنية عديدة في شأن الزهراء (عليها السلام) و أهل البيت (عليهم السلام)، و قد ألّفت العديد من الكتب في هذا المجال.