و بين مخزوم ذوي الأنساب * * * أهل الجياد القب و القباب
لستم على ذلك بالأرباب
و قال أيضا:
اللّه ربّي أنا موف نذره * * * أخاف ربّي إن عصيت أمره
هذا بني قد أردت نحره * * * فإن يؤخره و يقبل عذره
أوجبت للّه العظيم شكره
ثم صنع في الإبل و السهام عليها ما قدّمنا ذكره حتى فداه اللّه بها و وفى بنذره، و كان من أبي طالب في ذلك المقام المحمود و النصرة البيّنة، و سرّ بخلاصه و نجاته مسرّة عظيمة.
[أبو طالب يكفل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله]
و لمّا احتضر عبد المطلب و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يتيم في حجره أوصى به إلى أبي طالب و قال له في ذلك:
أوصيك يا عبد مناف بعدي * * * بموحد بعد أبيه فرد
فارقه و هو ضجيع المهد * * * فكنت كالأم له في الوجد
تدنيه من أحشائها و الكبد * * * حتى إذا خفت المدى للوعد
أوصيت أرعى أهله للرفد * * * بابن الذي غيبته في اللحد
بالكره مني ثم لا بالعمد * * * فقال لي و القول ذو مرد
ما ابن أخي بما عشت في معد * * * إلّا كادني ولدي في الرد