ذكر مناقب أبي طالب بن عبد المطلب و بنيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و عن أبيه من قبله و مناواة من ناواه من بني أمية و غيرهم عليه و ناصبوه فيه
[مناقب أبي طالب بن عبد المطلب]
كان أبو طالب عم رسول اللّه شقيق أبيه و اسم أبي طالب عبد مناف، و كان هو و عبد اللّه و الزبير بنو عبد المطلب أشقاء، أمّهم فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم، فلمّا كان من نذر عبد المطلب ما قدمنا ذكره و أراد أن يذبح ابنه عبد اللّه على وجد شديد عليه، و ضمن عن القتل به لمحبة كان اللّه عزّ و جلّ ألقاها له في قلبه و قلوب من رآه من عباده، و أخذ بيده و ذهب به ليذبحه قامت عليه قريش يسألونه فيه و يقولون: إنك إن ذبحته لم يزل الرجل منّا يقتدي بك في ذلك فيذبح ابنه.
قال: فما أصنع و قد نذرت ذلك؟
قالوا: تثبت في ذلك و راجع فيه.
و قال في ذلك أخواله بني مخزوم، فقال المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم:
و اعجبا من قتل عبد المطلب * * * و ذبحه خرفا كتمثال الذهب
يا شيب لا تعجل علينا بالعجب * * * فما ابننا بشرط القوم النجب
و لا ابننا بالمستذل المغتصب * * * فنفاديه بالمال حتى يحترب
فسوف أفديه بمالي و السلب * * * و سوف ألقى دونه مر العطب
و حمى فيه أيضا أبو طالب شقيقه و قال في ذلك:
كلا و ربّ البيت ذي الأنصاب * * * و ربّ ما أنضي من الركاب
كل قريب الدار أو منتاب * * * يزور بيت اللّه ذي الحجاب
ما ذبح عبد اللّه باللعاب * * * من بين رهط عصبة شباب
بين نساء شطن الأنساب * * * أغر بين البيض من كلاب