نام کتاب : المعجم التطبيقي للقواعد الأصولية في فقه الامامية نویسنده : الرباني البيرجندي، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 19
ح) تطوّر الكتب الأصولية
أمّا بعد شيخنا الطوسى، فقد توسّعت فكرة الأصول، و أنارت مبانيها، و أصبحت الحياة العلميّة زاهرة بازغة بكتبه الممتّعة في الحقول الإسلاميّة، سيّما في الفقه الإمامي.
بيد أنّ شخصيّة هذا العملاق العظيم و المجدّد الفائق العلميّة أصبحت كحائل دون رقى هذا العلم، لم يكن ذلك إلّا تبجيلا و تفخيما و حرمة خلقيّة لهذا المقتدى إلى أن بزغ نجمة الشيخ الأجلّ، محمّد بن إدريس الحلّي، ففتح حصار هذا العلم بنوافذ و مناحي مرموقة، و شحن الخلأ المتوجّد خلال قرن- أو أكثر- من وفاة الإمام المقدام الطوسي.
و لم يشذّ بقيّة الأدوار العلميّة عن مساهمتها عن السبق، فكان نشو الأصول تدريجيّا، و على مرّ الزمن، و مسيس الحاجة إلى منتوجات هذا العلم إلى عصرنا الحاضر، و لسنا بصدد أن نمارس و نسرد فى هذا الباب أنّما هدفنا الإيعاز إلى أن علم الأصول أيضا كسائر العلوم و الفنون سبقته أدوار كلّ دور منها يكتمن تطوّره الخاصّ، و يسهم في اكتمال الفنّ، فالنظرة العابرة لكتاب الذريعة للمرتضى (رحمه اللّه) ثمّ إلى معالم الدين و ملاذ المجتهدين لشيخنا الحسن ولد الشهيد الثانى.
ثمّ إلى كفاية الأصول لشيخنا الكاظم الخراساني و في نهاية المطاف إلى مجموعة حلقات دروس في علم الأصول هذه الموسوعة المفخّمة المبروكة لسيّدنا الإمام، محمّد باقر الصدر (رحمه اللّه) تؤيّد المرام، و تعطي صورة حيّة عمّا ادّعيناه من التطوّر التدريجي في هذا العلم.
د) الحلقات أعظم موسوعة أصوليّة
و عليه، فطبيعىّ أن لا يأمل و لا يتمنّى ناظر الذريعة أن يلمس ذلك النظم الفنّي الذي يلمسه عند ما يواجه الكفاية أم التقارير الدارجة، سيّما في القرن الأخير أصولا و فقها. و لا سيّما حلقات سيدنا الصدر هذا السفر الرسالي المبروك، و العمل البديع الرائع الفائق على الأقران، و الذى لم يبرز نظيره في حقل الأصول إلى يومنا، و ليس يمكنني اقناع نفسى بمثله في العصور المقربة، و مع الأسف الشديد لم يقيّم الأثر بثمنه الأغلى، و لم يبذل المتاع حقّه دراسة و ممارسة، فصدق قول الشاعر:
لمّا عظمت فليس مصر واسعي- لما غلى ثمني عدمت المشتري.
فلنرجع الى بدء إنّ هذه الحقيقة التأريخيّة حدت إلى خلافات و فروق طفيفة في الكتب المدوّنة في هذا الحقل، فبعض البحوثات فيها يناهز تأريخ تدوينها الألف و مأتين عاما، و البعض لا يعدو القرن الواحد، بل بأقلّ منه، و ظنّى أنّ من أقدمها أصلي: «البراءة» و «الاحتياط»، و من أخيراتها
نام کتاب : المعجم التطبيقي للقواعد الأصولية في فقه الامامية نویسنده : الرباني البيرجندي، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 19