الغريبة تمنح الإنسان قدرة الإبداع والابتكار التي هي مظهر للإبداع الإلهي .
الخصلة الرابعة : ميل الإنسان الذاتي ورغبته الفطرية في الإبداع ، أي إنّ الإنسان لا ينطوي على قدرة الإبداع فحسب ، بل فيه اندفاع ذاتي نحو الإبداع والخلاّقية .
هذه الخصال هي التي تدفع الإنسان نحو التقدّم ، بينما تفتقد الحيوانات قوّة حفظ التجارب ونقل المكتسبات [1] ، وقوّة الابتكار والإبداع والميل الذاتي نحو الإبداع . من هنا كانت حياة الحيوان ساكنة وحياة الإنسان متطوّرة باستمرار . ولنبدأ بنقد هذه النظريات :
دورُ الشخصيةِ في التاريخ :
ادعى بعضهم أنّ ( التاريخ حرب بين النبوغ والمستوى الاعتيادي ) : أي إنّ الأفراد العاديين يساندون دوما الأوضاع التي اعتادوا عليها ، والنوابغ يستهدفون دوماً تبديل الوضع القائم بوضع أفضل .
كارليل يدّعي أن التاريخ ينطلق من النوابغ والأبطال . وهذه النظرية تقوم في الحقيقة على افتراضين :
الأوّل : أنّ المجتمع يفتقد الطبيعة المتميّزة والشخصية الخاصة ،
[1] بعض الحيوانات لها القدرة على نقل المكتسبات الاعتيادية ، لا التجارب العلمية ، كما يقال بشأن النمل مثلاً ، ولعلّ في القرآن الكريم إشارة إلى ذلك في الآية الكريمة :
( قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) (النمل ، 18) .