طبيعية وراثية استثنائية . وليس للظروف الاجتماعية والاحتياجات المادية للمجتمع دور في خلق هذه الشخصيات .
إلى هنا توصّلنا إلى نظريتين من نظريات عوامل حركة التاريخ .
الأُولى : نظرية التضاد بين البناء التحتي والبناء الفوقي للمجتمع ، وهذا هو التعبير الصحيح للنظرية الاقتصادية في مجال حركة التاريخ .
والثانية : نظرية الأبطال :
وثمّة نظرية ثالثة هي نظرية الفطرة : الإنسان يتمتّع بخصال تجعل خصائص حياته الاجتماعية متكاملة . إحدى تلك الخصال : قدرته على استيعاب التجارب وحفظها . فما يحصل عليه الإنسان من تجاربه ، يحفظه ويستثمره في التجارب التالية .
إحدى الخصال الأُخرى : قدرته على التعلّم عن طريق البيان والقلم . فهو يكتسب تجارب الآخرين عن طريق اللغة مشافهة ، ويكتسبها على مرحلة أعلى كتبيّاً . وعن هذين الطريقين تنتقل التجارب الإنسانية من جيل إلى جيل . من هنا ركز القرآن الكريم على نعمة البيان والقلم ؛ إذ قال :
( الرحمن * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الإنسان * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )[1] . . وقال : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكرم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ )[2] .
الخصلة الثالثة : تزوّدُ الإنسان بقوّة العقل والابتكار . وهذه القوّة