نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 177
عيسى (عليه السلام) بالإخبار، و رسالة محمد صلى اللّه عليه و سلم بالأنوار.
و فى قوله: و رسالة عيسى بالإخبار ... إلخ نظر؛ لأن الأنوار عبارة عن المعجزات التي هى سبب فى ثبوت الرسالة عند ادعائها و لا بد منها لكل رسول عيسى و غيره- فليست رسالة عيسى بالإخبار مجردا عن الأنوار بل هو مصحوب بها كما قص علينا ذلك فى الكتاب العزيز حيث قال تعالى حكاية عنه: أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ الآية [1]، و أيضا فتفريع الرسالة على الآية التي تكلم بها عند الولادة غير ظاهر إذ لم يصرح بها فى الآية، و أيضا فرسالة نبينا صلى اللّه عليه و سلم ليست بالأنوار وحدها بل بالأنوار و الإخبار، فكل منهما رسالته بالأنوار و الإخبار.
و فى سجوده صلى اللّه عليه و سلم عند وضعه إشارة إلى أن مبدأ أمره على القرب، قال تعالى: وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ[2] و قال صلى اللّه عليه و سلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد» [3] فحال عيسى عليه الصلاة و السلام يشير إلى مقام العبودية، و حال محمد صلى اللّه عليه و سلم يشير إلى مقام القرب من الحضرة الإلهية كما قيل فى هذا المعنى:
لك القرب من مولاك يا أشرف الورى * * * و أنت لكلّ المرسلين ختام
و أنت لنا يوم القيامة شافع * * * و أنت لكلّ الأنبياء إمام
عليك من اللّه الكريم تحية * * * مباركة مقبولة و سلام
و خرّج أبو نعيم فى «الدلائل» من حديث عبد الرحمن بن عوف عن أمه الشّفّاء بنت عمرو بن عوف- قابلة آمنة- قالت: لما ولدت آمنة بنت وهب محمدا صلى اللّه عليه و سلم وقع على يدى فاستهلّ، فسمعت قائلا يقول: رحمك اللّه أو رحمك ربك [4].