نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 178
و هذا لا ينافى ما تقدم عن آمنة أنها قالت: و لم يعلم بى أحد من قرابتى، و إنى لوحيدة فى المنزل لإمكان حضورها بعد ذلك. و لا ما تقدم آنفا عن ابن سعد من حديث جماعة منهم: عطاء و ابن عباس من أنه وقع على الأرض معتمدا على يديه لإمكان حصول الأمرين على التعاقب.
قالت الشّفّاء: فأضاء لى ما بين المشرق حتى نظرت إلى بعض قصور الشام و فى لفظ: قصور الروم- ثم ألبسته و أضجعته فلم أنشب أن غشيتنى ظلمة و قشعريرة عن يمينى، فسمعت قائلا يقول: أين ذهبت به؟ قال: إلى المغرب، و أسفر ذلك عنى، ثم عاودنى الرعب و الظلمة و القشعريرة عن يسارى، فسمعت قائلا يقول: أين ذهبت به؟ قال: إلى المشرق. قالت: فلم يزل الحديث منى على بال حتى أن بعثه اللّه يوم الإثنين، فكنت فى أول الناس إسلاما [1].
و قولها: فاستهلّ أى صاح، و عليه فقول القائل: رحمك اللّه ليس تشميتا بل تعظيما لقدره، و حمله بعضهم على العطاس مع الاعتراف بأنه لم يكن فى شيء من الأحاديث تصريح بأنه صلى اللّه عليه و سلم لما ولد عطس [2] بقرينة قول القائل- أى الملك-: رحمك اللّه، لما استقر من شرعه الشريف أنه لا يسن التشميت إلا لمن حمد اللّه، و قد جاء: «إن العاطس إذا حمد اللّه فشمتوه، و إن لم يحمد اللّه فلا تشمتوه» [3]، فلعله صلى اللّه عليه و سلم حمد اللّه تعالى بعد عطاسه فشمّته الملك.
و من لطيف ما اتفق أن الخليفة المنصور وشى عنده فى بعض عماله، فلما حضر عنده عطس المنصور، فلم يشمّته ذلك العامل، فقال له المنصور: ما منعك من التشميت؟ فقال: إنك لم تحمد اللّه. قال: حمدت اللّه فى نفسى، فقال: قد شمّتك فى نفسى. فقال له: ارجع إلى عملك فإنك لم تحابنى فلا تحابى غيرى.