ولِدت طفلة في اليوم الثالث عشر مِن الشهر ، وعندما شَبَّت وترعرعت ، وعلمت بأنَّ ولادتها تُصادف اليوم الثالث عشر ؛ بدأ الاضطراب يَدبُّ في نفسها .
كانت تتصوَّر أنَّ نحوسة يوم ولادتها (اليوم الثالث عشر) تؤدِّي إلى تعاستها ، وقد اضطرَّ الوالدان ؛ لتهدئة الفتاة إلى أخذها إلى عيادة طبيب نفساني ، وبَذَلَ الطبيب كلَّ جهوده ؛ لاقتلاع جذور القَلق مِن نفس الفتاة ، ولكنَّ جهوده باءت بالفَشل في جميع مُحاولاته .
تزوَّجت هذه الفتاة بعد إنهاء دراستها الجامعيَّة ، وولدت طفلاً ، ولكنَّها بقيت تحترق بنار القَلق والاضطراب .
وصادف يوماً أنْ كانت في سيَّارتها ، بصُحبة زوجها وطفلها ، حين شاهدها الطبيب النفساني ، فاستوقفهم واقترب مِن الشابَّة ، وقال لها : أرأيت كيف صَدقت أقوالي فيك ، وأنَّ اضطرابك كان لا مُبرِّر له ؟
يعتقد علماء النفس ، أنَّ التشاؤم وليد جهل الإنسان ، وليس خطراً حقيقيَّاً ، أو آفة واقعيَّة ، إنَّهم يقولون : إنَّه عِبارة عن إيحاء مؤلِم ، يؤدِّي إلى إضعاف الروح ، ويُسيطر على قلب المُعتقد به وفكره .
كذلك الأئمَّة عليهم السلام ، فإنَّهم اعتبروا التشاؤم حقيقة نفسيَّة ، قد تؤدِّي إلى أمراض ومشاكل كثيرة .
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : (الطِّيرَة ليست بحَقٍّ ) [1] .