لقد كان أكثر أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فُقراء في صدر الإسلام ، لكنَّ القرآن الكريم تعهَّد بتربيتهم على عِزَّة النفس ، وقوَّة الشخصيَّة ؛ بحيث لم يكونوا يخسرون أنفسهم مُقابل الزَّخارف المادِّيَّة ، بالرَّغم مِمَّا كانوا عليه مِن الفَقر .
وكشاهد صريح على ما أقول ، نذكر القصة التالية : روي أنَّ رجلاً موسِراً ، دخل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمَّ دخل رجل فقير ، وجلس إلى جنبه ، فجمع الموسِر ملابسه ...
كان النبي مُنتبهاً إلى ذلك ، فسأل الموسِر : (أخشيت مِن اتِّصال فقره بك ؟!) .
ـ كَلاَ .
ـ (أخشيت مِن انتقال شيءٍ مِن ثروتك إليه ؟!) .
ـ كَلاَ .
ـ (أخشيت مِن تلوِّث ملابسك ؟!) .
ـ كَلاَ .
ـ (فلِمَ جمعت ملابسك ؟) .
ـ الثروة التي تُلازمني في كلِّ حين ، منعتني مِن رؤية الحَقِّ ، وحبَّبت إليَّ عيوبي ؛ ولأتدارك هذا فقد وهبت له نِصف ما أملِك .