أبو طيَّار تاجر مِن تُجَّار الكوفة ، وتدهور وضعه المالي مَرَّة ، فذهب إلى المدينة ، وتشرَّف بلقاء الإمام الصادق (عليه السلام) ، وذكر حالته له ، وطلب مِن الإمام عِلاجاً لذلك .
أوَّل سؤال بَدأ به الإمام (عليه السلام) ، هو أنَّه : (هل عندك حانوت في السوق ؟) .
قال : نعم ، ولكنِّي هجرته مُنذ مُدَّة ؛ لأنَّي لا أملك ما أبيع فيه .
فقال (عليه السلام) : (إذا رجعت إلى الكوفة ، فاقعُد في حانوتك واكنسه) .
لا يوجد طريق لتدارك التدهور الاقتصادي ، الذي أصاب تاجراً ، بغير استعادة العمل والنشاط ، وهذا لا يحصل مع اليأس والتردُّد ، بلْ لا بُدَّ مِن العَزْم والاستقرار ؛ ولذلك فإنَّ الإمام (عليه السلام) قال له : (إذا أردت أنْ تخرج إلى سوقك ، فصَلِّ رَكعتين ، ثمَّ قُلْ في دُبُر صلاتك :
توجَّهت بلا حول مِنِّي ولا قوَّة ، ولكنْ بحولك يا رَبِّ وقوَّتك ، فأنت حولي ومِنك قوَّتي) .
عَمِل أبو طيَّار بوصيَّة الإمام (عليه السلام) ، ففتح حانوته ، ولم تمض ساعة حتَّى جاء إليه بزَّاز ، وطلب منه أنْ يؤجِره نِصف حانوته ، فوافق على ذلك شَريطة أنْ يدفع أُجرة الحانوت كلِّه ، فجاء البزَّاز وبسط أمتعته في نِصف الحانوت ، وهذا جعل الحانوت يبدو بشكل جديد .
كان البزَّاز يملك عِدَّة عِدول مِن القماش لم تفتح بعد ، فطلب أبو طيَّار منه أنْ يسمح له ببيع عِدل منها ، على أنْ يأخذ الأُجرة لنفسه ، ويُعيد لجاره قيمة العِدل ، فوافق على ذلك ، وسلَّمه عِدلاً ، فأخذ أبو طيَّار العدل وعرضه في النِّصف الآخر مِن الحانوت ، وصادف أنَّ الجوَّ أصبح بارداً جِدَّاً في ذلك اليوم ، بحيث أقبل الناس على