عن المادة، باقية بذاتها، مستقلة في وجودها، بقيمومية مبدئها، محتاجة إلى آلاتها المادية في تصرفها، متحدة معها في أدنى مراتبها، و دثور المادة لا يستوجب دثورها، و لا دثور شيء من كمالاتها و ملكاتها، و لا من مدركاتها، و لا من معلوماتها.
كيف لا و لا تزال تخطر على بالنا في وقت الهرم أمور وقعت لنا أيام الشباب، بل أيام الصبا و ما قبله؟
و كيف كان، فإنّ من الوضوح بمكان أنّ كل ما فينا يؤيد ثبات شخصيتنا و عدم تغيرها مع تغير و تبدل جميع ذرات أجسامنا.
و لمزيد الإيضاح و بيان ما يتفرع على هذا الأصل الرصين لا بد لنا من ذكر أصول في فصول للحصول على الوصول إلى حل عقدة المعاد الجسماني التي أعضل حلها، كما عرفت على أكبر حكماء الإسلام.