responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 289

1-فصل و أصل‌

قد تلونا عليك ما هو المعلوم لديك من أنّ هذه الأجسام من الإنسان و الحيوان لا تعيش و لا تمتد حياتها إلاّ بدعائم الحياة الثلاث: الهواء، و الماء، و الغذاء، و ما يلزمها من الحركة، و الحرارة و الضياء.

و لكن لعلك تحسب أنّ الغذاء الذي نعيش به هو بذاته و صورته يكون جزءا من أبداننا و مقوما لأعضائنا و أنسجتنا، كلاّ فإنّ هذا الوهم يذهب شعاعا عند أول نظرة عن تدبر و فكرة؛ و ذلك أن كسرة الخبز التي نأكلها و فدرة اللحم التي نمضغها و تدخل في جوفنا تعتور عليها عدة صور، تخلع صورة و تلبس أخرى، من الكيموس إلى أن تصير دما، ثمّ توزعه العناية الكبرى المدبرة للكائنات و المربية للعوالم، تلك العناية التي تحير العقول و تدهش الألباب، فتجعل من ذلك الدم لحما و عظما و شحما و عصبا و أليافا و عروقا و كبدا و قلبا و رية و طحالا، إلى آخر ما يحتوي و يتكوّن منه هذا الهيكل الإنساني، و الجسد الحيواني.

اضرب بأجواء فكرك ما اتسع لك التفكير و اعرف سرّ قولهم-عليهم آلاف التحية و التسليم-: «تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة» ، فكّر و كبّر عظمة المبدع، كيف أنشأ من كسرة الخبز التي نأكلها سبعين نوعا من الأنواع المختلفة، و الأجناس المتباينة، فأين العظم من اللحم؟و أين الشحم من الغاز؟و أين الغاز من المخ؟و أين المخ من الشعر؟و هكذا، و هلمّ جرّا.

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست