responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 287

نعم، لا نعلم ذلك و لكن ينسب إلى الفيزلوجي «مولشت» [1] أنّ مدة بقائها ثلاثين يوما، ثمّ تفنى جميعا. و نقل عن «فلورنس» [2] أنّ المدة سبع سنين.

و قد أجرى العلماء المحققون في هذه الأعصار الامتحانات الدقيقة في بعض الحيوانات كالأرانب و غيرها فأثبت لهم البحث و التشريح تجدد كل أنسجتها بل و حتى عظامها ذرة ذرة في مدة معينة، فكيف يتفق هذا مع ما يرتئيه الماديون و منكروا النفس المجردة في زعمهم أنّ الذاكرة قوة تنشأ من اهتزازات فسفورية تخزن في الخلية العصبية من الدماغ عند وصول التأثيرات الخارجية إليها؟

نعم، كيف يجتمع هذا مع ما تقرر في الفن و شهد به الاختبار و الاعتبار من أنّ كل ما فينا من الأنسجة و العظام و الخلايا العصبية تتلاشى ثمّ تجدد بمدة معلومة؟أقصى ما تجدد به السبع سنوات، و لو كانت قوة التذكر و التفكر مادية و قائمة في خلايا الدماغ لكان اللازم أن نضطر في كل سبع سنين إلى تجديد كل ما علمناه و تعلمناه سابقا، و الحالة المعلومة بالضرورة و الوجدان عندنا أن سيال المادة المتجدد و المجدد لما يندثر منا على الاتصال لم يحدث أدنى تغيير في ذاكرتنا، و لم يطمس أي شعلة من علومنا و معارفنا.

و لعمري أنّ هذا لأقوى دليل على وجود قوة فينا مدركة، شاعرة، مجردة


[1] -مولشت: عالم في علم وظائف الأعضاء، ولد في هولندا (1822-1893 م) و كان ماديا في تعاليمه و كتبه. أنظر: مبادي الفلسفة، تعريب الأستاذ أحمد أمين: ص 268 ط 4.

القاهرة.

[2] -فلورنس: عالم فرنسي من أشهر علماء وظائف الأعضاء، و له تأليفات كثيرة في هذا الفن، ولد سنة 1794 م، و توفي سنة 1867 م. أنظر: قاموس الأعلام: ج 5 ط. اسلامبول، لمؤلفه شمس الدين سامي بك، المتوفى سنة 1904 م.

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست