نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 112
ابن أحمد- يعنى الطبرانى [1]- أخبرنا محمد بن زكريا الغلابى [2]، أخبرنا أبو عمر الحرمى النحوى، أخبرنا الفضل بن الربيع [3]، قال: حجّ أمير المؤمنين- يعنى هارون الرشيد- فأتانى، فخرجت مسرعا، فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلىّ أتيتك، فقال: و يحك، قد حاك فى نفسى شىء، فانظر لى رجلا أسأله، فقلت: هاهنا سفيان بن عيينة [4] فقال: امضى بنا إليه، فأتيناه، فقرعت الباب، فقال: من ذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين. فخرج مسرعا، فقال: يا أمير المؤمنين، لو أرسلت إلىّ أتيتك، فقال له: خذ لما جئناك له، رحمك اللّه، فحدّثه ساعة، ثم قال له: عليك دين؟ قال: نعم، قال: أبا عباس، اقض دينه.
فلما خرجنا، قال: ما أغنى عنى صاحبك. انظر لى رجلا أسأله، قلت هاهنا عبد الرزاق بن همام [5]، قال: امضى بنا إليه، فأتيناه، فقرعت الباب، فقال: من هذا؟ قلت:
أجب أمير المؤمنين، فخرج مسرعا، فقال: يا أمير المؤمنين، لو أرسلت إلىّ أتيتك، فقال:
خذ لما جئناك له، فحادثه ساعة، ثم قال له: عليك دين؟ قال: نعم، قال: أبا العباس، قض دينه.
فلما خرجنا، قال: ما أغنى عنى صاحبك شيئا، انظر لى رجلا أسأله، قلت: هاهنا الفضيل بن عياض [6]، قال: امض بنا إليه، فأتيناه، فإذا هو قائم يصلى، يتلو آية من القرآن يرددها، فقال: اقرع الباب فقرعت الباب، فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين، قال: ما لى و لأمير المؤمنين، فقلت: سبحان اللّه! أما عليك طاعة؟ أليس قد
[1] انظر: (وفيات الأعيان 1/ 215، النجوم الزاهرة 4/ 59، تهذيب ابن عساكر 6/ 210 مناقب الإمام أحمد 513، و فى مخطوطة المنح البارية. توفى بطبرية الشام، الأعلام 3/ 121).