نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 111
حلف الرشيد لأخيه بالمشى إلى الكعبة، أن لا يتزوجها، فلما مات الهادى تزوجها، و مشى راجلا من بغداد إلى مكة- و هو خليفة- فولدت له عليّا، و كان أقبح الناس صورة.
و لما دخل الرشيد مكة و هو خليفة كان يطرح له الرمل حول البيت و مقدار عرضه ذراعان، و يرشّ بالماء، و يقوم الحرس بينه و بين الناس، و كان يطوف بين المغرب و العشاء ثلاثة عشر أسبوعا، و لا يطيق ذلك أحد ممن كان معه، و كان إذا سعى شمر إزاره و جعل له ذنبين، فكان يفتن من يراه.
و كذلك حجّت زبيدة أم جعفر بنت جعفر بن أبى جعفر- زوج هارون الرشيد- ماشية أيضا، و كانت حجة عظيمة، غير أن ذكرها ليس من شرط هذا الجزء، فلذلك تركت ذكرها.
و حجّ الرشيد أيضا بالناس فى سنة إحدى و ثمانين و مائة. و حجّ فى سنة ست و ثمانين و مائة من الأنبار، و معه ابناه عبد اللّه المأمون و محمد الأمين، فبدأ بالمدينة فأعطى فيها ثلاث أعطيات، و أعطى هو عطاء، و كل من ولديه عطاء، و سار إلى مكة فأعطى أهلها ألف ألف دينار و خمسين ألف دينار، و كان قد ولىّ الأمين العراق و الشام إلى آخر المغرب، و جعله ولىّ عهده، وضّم إلى المأمون من همذان إلى آخر المشرق، و عهد إليه بعد الأمين، ثم بايع لابنه القاسم بولاية العهد بعد المأمون، و لقّبه المؤتمن، وضّم إليه الجزيرة و الثغور و العواصم، فجمع بمكة القضاة و الفقهاء، و كتب كتابا أشهدهم فيه على الأمين بالوفاء للمأمون و كتب كتابا أشهدهم فيه على المأمون بالوفاء للأمين، و علق الكتابين بالكعبة، و قد ذكرت خبر ذلك مبسوطا فى ترجمة المأمون من «تاريخ مصر الكبير المقفا»، فإنه قدم مصر فى سنة سبع عشرة و مائتين، و فى عود الرشيد من هذه الحجة نكب البرامكة النكبة المشهورة بالأنبار سلخ المحرم سنة سبع و ثمانين و مائة ثم حجّ الرشيد سنة ثمان و ثمانين راجلا، و قسّم أموالا كثيرة و هى آخر حجة حجّها.
و كان إذا حجّ حجّ معه مائة من الفقهاء و أبنائهم، فإذا لم يحج أحجّ ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة و الكسوة الظاهرة الفاخرة، و لم ير خليفة قبله أكثر عطاء منه، و قيل لو قيل للدنيا: متى أيام شبابك، لقالت: أيام هارون الرشيد.
و من فضائل الرشيد ما أخرجه الحافظ أبو نعيم فى «كتاب الحلية»: «حدثنا سليمان
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 1 صفحه : 111