نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 91
معدته خاصة لتقليل الغذاء، و هذا الحساء يرطبها، و يقويها، و يغذيها، و يفعل مثل ذلك بفؤاد المريض، لكن المريض كثيرا ما يجتمع في معدته خلط مراري، أو بلغمي، أو صديدي، و هذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة و يسروه، و يحدره، و يميعه، و يعدل كيفيته، و يكسر سورته، فيريحها و لا سيما لمن عادته الاغتذاء بخبز الشعير، و هى عادة أهل المدينة إذ ذاك، و كان هو غالب قوتهم، و كانت الحنطة عزيزة عندهم. و اللّه أعلم.
فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في علاج السم الذي أصابه بخيبر من اليهود
ذكر عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك: أن امرأة يهودية أهدت إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) شاة مصلية بخيبر، فقال: «ما هذه»؟
قالت: هدية، و حذرت أن تقول: من الصدقة، فلا يأكل منها، فأكل النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و أكل الصحابة، ثم قال: «أمسكوا»، ثم قال للمرأة: «هل سممت هذه الشاة»؟ قالت: من أخبرك بهذا؟ قال: «هذا العظم لساقها»، و هو في يده؟
قالت: نعم. قال: «لم»؟ قالت: أردت إن كنت كاذبا أن يستريح منك الناس، و إن كنت نبيا، لم يضرك، قال: فاحتجم النبي (صلى اللّه عليه و سلم) ثلاثة على الكاهل، و أمر أصحابه أن يحتجموا، فاحتجموا، فمات بعضهم [1].
و في طريق أخرى: و احتجم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة، حجمه أبو هند بالقرن و الشفرة، و هو مولى لبني بياضة من الأنصار، و بقي بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي توفي فيه، فقال: «ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر حتى كان هذا أوان انقطاع الابهر مني» فتوفي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) شهيدا، قاله موسى بن عقبة» [2].