responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 92

معالجة السم تكون بالاستفراغات، و بالأدوية التي تعارض فعل السم و تبطله، إما بكيفياتها، و إما بخواصها، فمن عدم الدواء، فليبادر إلى الاستفراغ الكلي و أنفعه الحجامة، و لا سيما إذا كان البلد حارا، و الزمان حارا، فإن القوة السمية تسري إلى الدم، فتنبعث في العروق و المجاري حتى تصل إلى القلب، فيكون الهلاك، فالدم هو المنفذ الموصل للسم إلى القلب و الأعضاء، فإذا بادر المسموم، و أخرج الدم، خرجت معه تلك الكيفية السمية التي خالطته، فإن كان استفراغا تاما لم يضره السم، بل إما أن يذهب، و إما أن يضعف فتقوى عليه الطبيعة، فتبطل فعله أو تضعفه.

و لما احتجم النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، احتجم في الكاهل، و هو أقرب المواضع التي يمكن فيها الحجامة إلى القلب، فخرجت المادة السمية مع الدم لا خروجا كليا، بل بقي أثرها مع ضعفه لما يريد اللّه سبحانه من تكميل مراتب الفضل كلها له، فلما أراد اللّه إكرامه بالشهادة، ظهر تأثير ذلك الأثر الكامن من السم ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا، و ظهر سر قوله تعالى لأعدائه من اليهود: أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى‌ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ‌ [البقرة: 87]، فجاء بلفظ كذبتم بالماضي الذي قد وقع منه، و تحقق، و جاء بلفظ: «تقتلون» بالمستقبل الذي يتوقعونه و ينتظرونه، و اللّه أعلم.

فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في علاج السحر الذي سحرته اليهود به‌

قد أنكر هذا طائفة من الناس، و قالوا: لا يجوز هذا عليه، و ظنوه نقصا و عيبا، و ليس الأمر كما زعموا، بل هو من جنس ما كان يعتريه (صلى اللّه عليه و سلم) من الأسقام و الأوجاع، و هو مرض من الأمراض، و إصابته به كاصابته بالسم لا فرق بينهما، و قد ثبت في «الصحيحين» عن عائشة رضي اللّه عنها، أنها قالت: سحر رسول‌

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست