responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 80

ففي هذا الحديث سر طبي لطيف، فان المريض اذا تناول ما يشتهيه عن جوع صادق طبيعي، و كان فيه ضرر ما، كان أنفع و أقل ضررا مما لا يشتهيه، و ان كان نافعا في نفسه، فان صدق شهوته، و محبة الطبيعة يدفع ضرره، و بغض الطبيعة و كراهتها للنافع، قد يجلب لها منه ضررا. و بالجملة: فاللذيذ المشتهى تقبل الطبيعة عليه بعناية، فتهضمه على أحمد الوجوه، سيما عند انبعاث النفس إليه بصدق الشهوة، و صحة القوة، و اللّه أعلم.

فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في علاج الرمد بالسكون، و الدعة، و ترك الحركة، و الحمية مما يهيج الرمد

و قد تقدم ان النبي (صلى اللّه عليه و سلم) حمى صهيبا من التمر، و أنكر عليه أكله، و هو أرمد، و حمى عليا من الرطب لما أصابه الرمد.

و ذكر أبو نعيم في كتاب «الطب النبوي»: أنه (صلى اللّه عليه و سلم) كان اذا رمدت عين امرأة من نسائه لم يأتها حتى تبرأ عينها.

الرمد: ورم حار يعرض في الطبقة الملتحمة من العين، و هو بياضها الظاهر، و سببه انصباب أحد الأخلاط الأربعة، أو ريح حارة تكثر كميتها في الرأس و البدن، فينبعث منها قسط إلى جوهر العين، أو ضربة تصيب العين، فترسل الطبيعة إليها من الدم و الروح مقدارا كثيرا، تروم بذلك شفاءها مما عرض لها، و لأجل ذلك يرم العضو المضروب، و القياس يوجب ضده.

و اعلم أنه كما يرتفع من الأرض الى الجو بخاران، أحدهما: حار يابس، و الآخر: حار رطب، فينعقدان سحابا متراكما، و يمنعان أبصارنا من ادراك السماء، فكذلك يرتفع من قعر المعدة الى منتهاها مثل ذلك، فيمنعان النظر، و يتولد عنهما علل شتى، فان قويت الطبيعة على ذلك و دفعته الى الخياشيم، أحدث الزكام، و إن دفعته الى اللهاة و المنخرين أحدث الخناق، و ان دفعته الى الجنب، أحدث الشوصة، و إن دفعته إلى الصدر، أحدث النزلة، و إن انحدر الى القلب، أحدث الخبطة، و إن دفعته إلى العين أحدث رمدا، و إن انحدر الى الجوف،

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست